خميس البدر
أمراض كنا نسمع عنها أو نراها في أساطير هوليود أو لا نعرفها إلا في خرافات وحكايات العجائز، باتت واقع موجود ولم يسلم منه أبناء العراق واغلب تلك الحالات من الطبقات الفقيرة والتي صنف أكثر من ثلث العراق تحت مستوى الفقر، بينما ترتفع نسبة أمراض خطيرة بين صفوفهم وخاصة السرطان إذ كشفت الإحصائيات الرسمية عن وجود 160 ألف حالة سرطان في العراق هذا ما تم اكتشافه أو ما توصل إليه الأطباء وهو رقم ليس بالسهل طبعا خاصة إذا ما عرفنا ان اغلبهم من الأطفال ومن مسبباته هو انتشار مخلفات الحروب في مناطق الجنوب من دروع ودبابات ومعدات عسكرية تعرضت للقصف الجوي وهي ملوثة باليورانيوم، ولا تخلو مدينة عراقية من أكوام الخردة لتشكل قنابل موقوتة وهي تبث الإشعاعات والسموم في أجواء العراق ناهيك عن انفتاح الأسواق العراقية على مصراعيها وبلا رقيب أو حسيب على البضائع ومن كافة المناشئ دون مراعاة الضوابط الصحية فضلا عن سوء التعامل مع المواد الغذائية في الخزن، لنجد أنفسنا أمام مشكلة خطيرة اسمها مواد اكسباير أو غير معروفة المنشأ ولا أكون متجني على احد وممكن ان استعين بإحصائيات وزارة الصحة او التخطيط او البيئة و الداخلية من الكمارك في الحدود إلى السيطرات او استعين بمكبات الطمر الصحي وان عجزت فانا لا اكذب عيوني واعين الملايين من العراقيين فكلها شهود عيان على كيفية عرض المواد الغذائية في المحلات وتحت أشعة الشمس والأتربة وكل هذا يتم تحت عنوان (لكي لانقطع رزق احد) ووصلنا إلى هذا الحال بان يتعرض ابنك او ابني للسرطان،وهو لا يرحم بسبب (موطه او ككاو او جبس مراد)، وقد تفقده بسبب الرعاية الصحية او انك لا تملك ثمن العلاج او انك لا تعلم بأنه مصاب أصلاً، ان ما تحدث عنه سماحة السيد الحكيم ودعوته الإنسانية البحتة للنظر والتخطيط ومن ثم التخفيف من معاناة شريحة تتحمل نفقات طائلة ومعاناة كبيرة من المبتلين بمرض السرطان إبتداءاً من قلة المستشفيات والمراكز التخصصية ناهيك عن فقر اغلبهم مما يضع الحكومة امام تحدٍ كبير في السيطرة على هذه الآفة الخطيرة، ويضع مجلس النواب وكل مؤسسات الدولة امام مسؤولية مضاعفة لسن القوانين التي تحد وتعالج هذه الامراض عبر تطوير عمل المراكز الطبية والتخصصية في كافة المحافظات، ولكي لا يبتلى من يصاب بمرض او لديه مريض مرتين مرة بالإصابة بهذا المرض ومرة بالفقر من جراء غلاء الأدوية وكثرة المراجعات الى العاصمة وان كنت شاهد على مدى تفاني بعض الاطباء في هذا المجال خاصة مستشفى امراض الدم في مدينة الطب، لكنّ كثرة الحالات تحول كل تلك الجهود الى هباء ولكي لا تضيع كل الجهود الطيبة والمشكورة من قبل هؤلاء الأطباء والذين يختلفون عن كثير من أقرانهم فيجب أنّ توفر الرعاية الصحية من اول مركز صحي في القرى والمدن والمحافظات كي لا نشكل ضغط على العاصمة بحجة ان محافظاتنا طاردة للكفاءات وان لا نبقى في عقدة المستشفى الواحد والمركز التخصصي الواحد وان يتعامل مع اصحاب امراض السرطان بصورة مختلفة لانهم يحتاجون رعاية مضاعفة خاصة مع الحالات المتأخرة كي لا نفقد أعزاء علينا وان لا نخسر مزيدا من أبنائنا فقد كفانا الإرهاب ذلك.
https://telegram.me/buratha