المقالات

الحوار ومنطق الإنتصار

478 14:56:00 2012-05-06

سليمان الخفاجي

بدى الحديث هذه الايام أكثر جديه وأقرب إلى الحل منه إلى التأزيم، وبتنا نسمع عن الدستور أخيراً كمرجعية عليا لا يمكن الخروج عنها بعدما تراجع وغاب عن قاموس الفرقاء السياسيين طوال الفترة الماضية، مما أدى الى تراجع العملية السياسية والابتعاد عن لغة العقل والحوار وهي عماد كل اتفاق وضمانة للديمقراطية ومادة أساسيّة لها بل هي روحها وشريانها الذي يغذيها ويجدد دورتها وديمومة لعنفوانها، ولا أريد ان اعود الى الماضي كثيراً بقدر ما أريد ان أذكر والذكرى قد تنفع السياسيين بأن ما وضعه سماحة السيّد عمّار الحكيم دام عزه، ومن البداية من تغليب لغة الحوار على مبدأ الفرض و لغة المشاركة على ثقافة الغلبة و تفضيل الجلوس على طاولة واحدة والاتفاق خير من الاتفاقات الجانبية والصفقات والمكاشفة والشفافية والمصارحة خير من الضبابية والطرق الملتوية والخطابات النارية، فكان يجنبهم الكثير من المشاكل ويوفر عليهم كل هذا العناء والتعب وأستنزاف القوة والقدرة والامكانيات والتي بذلها الجميع في ما مضى من الوقت وخسروا كثيرا وخسر معهم المواطن بما تحمله ولازال يتحمل، واليوم وبعد كل تلك المناكفات والتصريحات والشروط والمواقف المتشنجة والاتهامات المتبادلة يعود الحكيم وبنفس الطرح ونفس التوجه وبحيوية اكثر وكما عرفه الجميع حريصاً على الجميع صادقاً معهم لينهي هذه الازمة لكنّ بتصافي الجميع واحترامهم لالتزاماتهم وتعهداتهم وعدم التفكير والحديث بمنطق الغالب والمغلوب والجلوس عن قناعة وبنوايا صادقة وان يكون الخطاب خطاب اتفاق لا خطاب خلاف حديث وحدة لا حديث تفرقة، وان يكون تحت ضوء الشمس والأنوار الكاشفة لافي الغرف المغلقة وخلف الكواليس وان يكون الحوار حوار حلول وتصفية لكل المشاكل الاستراتيجية والقضايا المصيرية فلا تكون جلسة صفقات وتباني لتحصيل أكبر قدر من الغنائم ومكتسبات أو حديث بقضايا جانبية لا تتصل بهموم المواطن أو مستقبل البلد، ومصيره بقدر ما تعني هذا الطرف أو ذاك وان يكون الحوار همه وهدفه وبدايته ونهايته بعلم المواطن ويلبي طموح الشعب وارادته لا ان يحصر بطبقة معينة او اشخاص معدودين ورغباتهم وما يتلائم مع مصالحهم الشخصية وميولهم هكذا كان الحكيم سابقاً وهكذا ارادها اليوم، نعم لم يتغير مهما قالوا ومهما فعلوا ومهما روجوا وشنعوا عنه يبقى حكيم القوم صمام الأمان للعملية السياسية والضمانة الحقيقية للشعب العراقي وتطلعاته سواء أكان يملك مجالس المحافظات والاغلبية السياسية البرلمانية أو حصل على عشرين مقعداً برلمانياً، فثقله الحقيقي هو مبدأيته وصدقه وتضحيته وتساميه وايمان الشعب العراقي به هذا هو رصيده الفعلي ومن هنا يأتي الفرق ولا اعتقد بأن حوار هذه مواصفاته وعملية ستبنى على هذا الأساس يكون مصيرها غير النجاح والخير للجميع، اما اذا بقوا على نفس النهج القديم فلن يوصلوا البلد إلاّ الى الدمار والعملية السياسية الى الخراب وعلى الجميع ان يختاروا وليسأل الجميع ماذا جنت الموصل طوال ثلاث سنوات من المقاطعة بين اثيل النجيفي والاكراد واليوم عادوا ليجلسوا في مكان واحد وتحت سقف واحد، او ليسأل الجميع ماذا جنوا من حرب التصريحات وتوليد الأزمات والخطاب المتشنج غير تعطيل البلاد وأذية العباد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك