جمعة العطواني
تكثر هذه الايام الدعوة الى استجواب السيد وزير التعليم العالي الاستاذ علي الاديب على خلفية مجموعة من القضايا اهمها واخرها تلك التي صرح فيها السيد الوزير عن اكتشاف خلايا ارهابية وتنظيمات لحزب البعث المقبور داخل كلية بغداد للدراسات الاقتصادية ، والاخطر ما في الامر ان عميد تلك الكلية هو الذي يتزعم هذا التنظيم بعد ان تم العثور على ( فلاش ميموري ) محفوظ داخل قرآن من الذهب على شكل قلاده يحمله العميد ،فيه هيكلية كاملة لتنظيمات البعث في الكلية تضم مجموعة من الشباب والطلاب .لا اعرف كيف لي ان اعلق على هذه الاختراق الكبير والخطير في آن واحد ، والى من اوجه كلامي ، في ظل هذه الفوضى التي تعيشها البلاد !.هل اوجه كلامي الى المدافعين عن البعثيين ، والذين تضم القائمة العراقية اغلبهم ، وبعضهم يعد نفسه وريثا لذلك الحزب المقبور ، بل يعده البعض من زعامات القائمة العراقية انه (افضل حزب حكم العراق منذ تاسيس الدولة العراقية )؟.ام اوجه كلامي الى اولئك الذين حولوا المنبر البرلماني الى ميدان للدفاع عن الاجرام والجريمة بكل مفاصلها ، ابتداءا بالدفاع عن فلول البعث وقياداته ، وانتهاءا بما يحصل في الجامعات العراقية من اعادة تبعيث الجامعات من جديد، مرورا بمنافقي خلق الذين يمثلون الشريك الحقيقي للبعث بكل جرائمه ، واثبتت التحقيقات والوثائق التي عثر عليها في معسكر اشرف ان بعض اعضاء مجلس النواب الذين يدافعون عن زمرة المنافقين يتقاضون رواتب من هذه المنظمة تتجاوز الخمسة الاف دولار شهريا.لكن بالتاكيد لا اتصور ان الحديث مع هؤلاء سيجدي نفعا لعدة اسباب ،من اهمها ان هؤلاء في وجودهم الحالي يعدون انفسهم غرباء في جو سياسي لابعث فيه ولاقائد يمجدونه، وثانيا ان الذي لايستحي من تمجيد حزب ملأ العراق باشرف واطهر دماء عراقية، وحول شبابنا الى اشلاء ممزقة في مقابر جماعية ، فليس من المجدي ان نتحدث معهم عن القيم والحقوق والثوابت والدستور !.لكن الغريب في الامر اننا لم نجد ردود افعال من قبل الذين ورثوا الدماء الزكية وتربعو على عرش السلطة ببركة تلك الارواح الطاهرة من العراقيين ، واننا لم نجد ردة فعل تتماشى مع حجم ما يجري من عودة تدب دبيب النمل لهذا الحزب المقبور .اتصور ان هذه الجهة السياسية التي تحملت مسؤولية المشروع السياسي والتي ورثته من ابناء المقابر الجماعية هي الجهة التي تستحق الحديث معها، فنقول ان العجب كل العجب من الصمت في تحديد الموقف من هذا الاختراق الخطير الذي يهدد كل الجهود التي بذلت للخلاص من هذا الورم السرطاني، والذي دفع العراقيون الكثير من اجل الخلاص منه .ان موقف اللامبالاة تجاه عودة البعثيين كتنظيم وصل الى اهم مفصل في مفاصل الدولة وهي المؤسسات العلمية ، ينم عن عدم الشور بالمسؤولية .ان التعاطي (البارد) مع هذا الحدث ناجم عن ( المرونة ) المفرطة في التعاطي مع مشروع البعث ، بل اننا بدانا نتسابق فيما بيننا عمن يكون هو الاقرب الى الجهات التي تنادي بالغاء قانون المساءلة والعدالة ،من اجل ان نثبت وطنيتنا وديمقراطيتنا و( نمتن ) علاقتنا مع ( شركائنا ) في البلد، والسلطة، والبرلمان وان كانوا اعداء لمشروعنا ، بل وان كانوا يصفون شهداءنا ب ( فلول ) الحرب العراقية -الايرانية ،وان هؤلاء قد فروا من الخدمة العسكرية وتم تنفيذ الاعدام بحقهم ، واصحاب هذا الراي نستمع لهم ونصغي لارائهم ونتقارب معهم ونسمح لهم في الحضور الى منتدياتنا ، بل نقبل بهم قادة وشركاء للمشروع الذي ضمخناه بدمائنا الطاهرة ، في الوقت الذي لازالت مقولة سيد شهداء العراق الشهيد محمد باقر الصدر)(قدس) حاضرة في وجداننا ( لوكان اصبعي بعثيا لقطعته).عندما نتعاطى مع هكذا ثقافات بهذه المرونة ، فبالتاكيد سنتعاطى مع عميد يحمل (فلاش ميموري ) يضم هيكلية كاملة لمنظومة البعث في كلية بغداد وغيرها ، كما نتعاطى مع اي فريق سياسي ضمن الاطر الديمقراطي، وكاننا وصلنا الى السلطة من خلال الترف السياسي وضمن الاطر الديمقراطية التي كان يتعاطها البعثيون .اذكركم بمقولة لشهيد المحراب ( قدس) ((ان البعث كان ولازال وسيبقى عدونا ))، وعندما سئل عن السر في ذلك وقد تم القضاء عليه اجاب ((بان تاريخ هذا البعث يشهد بان هذا الحزب المجرم كلما تعرض الى انتكاسة استطاع ان يستفيق منها ويعيد نفسه من جديد ))، وها هي مقولة شهيد المحراب تكاد ان تتحقق بهذا الاسلوب الذي تستخدمه رواسب البعث امام صمت مطبق منا جميعا !ان اقل مايقال عمن يتعاطى مع هؤلاء الذين يحملون مشروع البعث بهذا( البرود) بانه خائن للدين والدماء معا.ان مايجري من تسويفات وتهديدات لعدم انعقاد اللقاء ( الوطني ) المرتقب ، والانشغال بالسجالات السياسية ، واملاء الشروط (الخارقة ) للدستور من خلال منطق الاستقواء بالخارج لهو في جزء منه اشغال الراي العام العراقي عما يجري بهدوء من عودة للبعث الصدامي في مختلف مفاصل الدولة . نتمنى ان تكون مبادرة السيد وزير التعليم العالي رسالة طيبة لباقي الشرفاء والاحرار واصحاب الغيرة على الدين والدم والمشروع ان يكون بمستوى المسؤولية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة .
https://telegram.me/buratha