خضير العواد
إن بروز قطر على الساحة العربية والدولية منذ 10 سنوات وما لعبته من دور خبيث ومؤثر على مجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط ، كانت الغاية الرئيسية من هذا الدور هو الحفاظ على مصالح إسرائيل في المنطقة وكذلك الغرب ، ولكن هذا الدور يحتاج الى دعم دولي ومادي ،فالدعم الدولي تكفلت به الولايات المتحدة تحت الضغط الإسرائيلي أما المادي فتكفلت به قطر نتيجة سيطرتها على جزرفشت الديبل البحرينية المملؤة بالغاز ، ولكن من خلال القيام بهذا الدور بشكل تام سيؤدي الى بروز قطر على الساحة العربية والدولية مما سيؤثر على الدور السعودي ويضعفه وهذا ما تبتغيه الحكومة القطرية وتسعى إليه بسبب الموقف السعودي السلبي من حصول حمد آل ثاني على مقاليد الحكم وإشتراك السعودية ومصر في الإنقلاب العسكري ضد أمير قطر بعد توليه للإمارة بفترة قصيرة بالإضافة الى المشاكل الحدودية ما بين البلدين وحب القيادة القطرية للظهور والشهرة ، ولنجاح الدور القطري بهذه المهمة عليها أن تكسب الرأي العام العربي والإسلامي ، لهذا نلاحظها جهّزت الإعلام لهذه المهمة وأشترت قناة الجزيرة لكي تكون واجهتها الإعلامية التي من خلالها توصل المعلومة التي تريد إصالها لكل مواطن عربي ومسلم ، ولم تنسى قطر التأثير الديني على النفوس فكان القرضاوي اللسان الديني الضارب والمدافع عن السياسة القطرية بكل ما أوتيَّ من قوة ، ومن يريد النجاح بهذه المهمة المعقدة المملؤة بالمتناقضاة عليه أن يسلك سلوك المنافقين أو كما يقال في هذه الأيام السياسين المحنكين الذين لا يلتزمون بأي مبدأ بل المهم عندهم الوصول الى غاياتهم فكانت سياسة قطر ، فكانت قطر تظهر نفسها كالرجل الرشيد في السياسة العربية التي تريد الوفاق لكل الخصماء فأشرفت ورعت أغلب إجتماعات الوفاق مابين المجاميع العربية المتخاصمة كحماس والسلطة الفلسطينية والحكومة السودان ومعارضيها وكذلك تدخلت في الشؤون اللبنانية الداخلية فكانت ناجحة في كل هذه الوساطات التي فشلت فيها السياسة الخارجية السعودية ، ولكن بالمقابل كانت قطر تساعد قوات الجنوب السوداني ضد حكومة الخرطوم وساعدتها في عملية الأنفصال من السودان ، بالإضافة الى علاقاتها المتميزة مع الكيان الصهيوني والمشترك معه بمختلف المشاريع الإقتصادية الضخمة والمرحب لوفوده على أرض الدوحة في أي وقت ، وبسبب التوجه الديني للشباب العربي المسلم فكانت الجزيرة البوابة الإعلامية للقاعدة في العالم والتي يبث من خلالها كل ما يريده الأمريكان وصنيعتهم بن لادن ، مما جعل أغلب الشباب الذين يحملون الكره والبغض لكل شئ يتعلق بأمريكا والغرب أن يغض أبصارهم ويصم أذانهم عن مساوئ قطر وعلاقاتها بالغرب بسبب دورها الإعلامي الداعم للقاعدة كما يعتقدون ، فسهلت الأجواء لنجاح الخطة الأمريكية والغربية في تغير الزعامات العربية التي أصبحت متهالكة وغير مرغوب بها من قبل الشعوب العربية بأخرى أكثر شباباً وذات توجهات دينية مرحب بها من قبل الشعوب العربية كإخوان المسلمين ، ولكن هذا النجاح القطري الداعم لكل ما يضر بمصالح الشعوب العربية بدأ يتضائل يوم بعد آخر بسبب مجموعة من العوامل : الأول : هو التدخل القطري في القضية السورية بشكل قوي وداعم للتغير أو الإطاحة بالحكومة السورية الداعمة الحقيقية للمقاومة العربية بشكل عام ، فأرادت من تدخلها هذا فعل شئ لم تقدر إسرائيل على القيام به وهو إضعاف أو تدمير قوة المقاومة وخصوصاً حزب الله ، ولكن العوامل التي تتمتع بها سوريا جعلت التدخل القطري يصاحبه الفشل ، وبسبب الفشل في سوريا وفضيحة محادثة وزير الخارجية القطري حمد بن حاسم آل ثاني في تقسيم السعودية جعل السعوديون يغضبون على وزير الخارجية القطري وجعلوا إقالته شرط لإعادة العلاقات الى سابق عهدها .الثاني :مرض أمير قطر وتأثير زوجته موزة اللذان دفعا الأمير حمد الى إعطاء أغلب الصلاحيات الى ولي عهده تميم بن حمد آل ثاني وأمه موزة آل مسند العدو اللدود لحمد بن جاسم آل ثاني مما جعل الأخير يدفع رئيس الأركان بن عطية في عمل إنقلاب عسكري أفشلته في آخر لحظة القوات الأمريكية المتواجدة هناك وأنقذت حكم حمد آل ثاني وزوجته موزة ، فأصبحت العائلة الأميرية في قطر منشغلة بمشاكلها الداخلية الخطيرة التي تتصارع فيها العائلتين آل ثاني وآل مسند .الثالث : نجاح القمة العربية في بغداد ونجاح الجانب العراقي في قيادة هذه القمة وعودة العراق بقوة الى الساحة العربية كقائد جديد للعرب والذي يمتلك رؤيا تختلف كليا عن الرؤيا القطرية في حل المشاكل العربية مما جعل الدور القطري يضعف و يفقد أهميته ومن ثم خطورته على الساحة العربية .هذه العوامل الثلاث التي ساعدت على بداية إضمحلال الدور القطري الخبيث في المنطقة ، والعلامات البارزة لهذا الضعف وإضمحلال قطر المؤثرة على الساحة العربية هو منع وزير خارجيتها النشط في دورها الخبيث من السفر خارج البلاد وتقليص صلاحياته وإعطائها الى ولي العهد العدو اللدود لحمد بن جاسم ، وعدم إستقبال البرزاني الذي ذهب الى قطر ليدفعها للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية وهذا ما تتمناه هذه الدويلة التي كسبت شهرتها من جراحات الشعوب العربية والإسلامية ، فرفض قطر لأستقبال البرزاني أو هو الذي قطع زيارته الى قطر فجميعها تدلل على أن الداخل القطري الهش في الوقت الحاضر يمنع حكوماتها من القيام بأي دور فعال على الساحة الدولية ، أي تحاول العائلة الحاكمة في قطر المحافظة على حكمها وترتيب بيتها المتصدع من كل الجهات لهذا السبب فأن تأثيرها الخارجي سيتلاشى تدريجياً بل ينتهي ويضمحل ، ولكن إذا تلاشى الدور أوالتأثير الخارجي القطري هل ستترك الشعوب و الحكومات العربية قطر وحكومتها التي عانت من مؤامراتها وأعمالها الخبيثة ؟؟؟؟.
https://telegram.me/buratha