المقالات

الشعب يريد المعتدلين /

548 10:08:00 2012-05-08

حافظ آل بشارة

تدفقت الازمة السياسية من غرف المسؤولين وفاضت في الشارع ، الناس يغطسون في مياهها الخابطة وهم ضاحكون ، تحققت الوحدة الاندماجية بين المقهى الشعبي والغرف السرية المكيفة التي تخطط لاسوأ الحلول ، سياسي متطرف غاضب يخطب في مؤتمر صحفي على الشاشة وقبل اكمال جملته يكملها له عامل بناء جالس في مطعم للوجبات السريعة يتفرج على التلفاز ، وتاتي الكلمات متطابقة كالمحفوظة المدرسية ، لماذا ؟ لأن الشارع اندمج في الازمة وحفظ اقوال ابطالها المكررة ، التذكير بالماضي يساعد على رسم خارطة الحل ، قامت العملية السياسية على تحالفات رئيسية ، الجميع يعترف ان هذا الترتيب كان أفضل الممكنات ، ثم ظهرت خلافات حول توزيع الارباح الحزبية والشخصية وليس حول قضية انقاذ شعب معذب ، بعضهم يعتقد ان جهده يذهب للآخرين ، بعضهم يعتقد ان اللص المنزلي يسرق كل شيء ، بعضهم يعاني من نقض الوعود ، بدأت الأزمة بين الشركاء بعتابات اخوية ، ثم تطورت الى احتجاجات خطابية ، ثم اتهامات قانونية ، ثم تهديدات ارهابية ، تراكمت الاستحقاقات ، اتسعت دائرة المخاوف ، تجاوز الصراع الخطوط الحمراء فوصل التراشق الى ثوابت مقدسة كالدستور والقضاء ، هذا يعني فقدان ما يمكن الاحتكام اليه ، وهنا جاء البشير بالحل ، فكانت المفاجأة ، الحل المقترح أسوا من المشكلة ، الاجتماع الخماسي يحاول اسقاط الحجر الاول في سلسلسة الدومينو لكي ينتهي التداعي المنظم الى تفليش كامل ، الأجنحة المتشددة داخل التحالفات التقليدية تريد تقويض التحالفات القائمة ليتهدم تحت ركامها كل شيء بدون تقديم اي بديل ! كمن ينسف منزله باكمله في ليلة ممطرة لوجود ثقب في سقف احدى الغرف ، يرمي اطفاله بملابس النوم تحت وابل المطر ، الحكماء تستفزهم هذه العبثية الخطيرة لذا وضعوا حدا للصمت ، انبثقت بسرعة الرؤية المنقذة من وسط الضجيج ، يجب ان يكون الحل داخليا ، رفض الصفقات الثنائية ، الوفاء بالعهود المقطوعة ، الحل برؤية ستراتيجية ، التأسيس لدولة عصرية ناجحة لخدمة الوطن والمواطن ، وقد اثمرت هذه الدعوة بظهور تيار في الشارع ينادي بتغليب الاعتدال ، اجماع على ان الحل لا يأتي بنسف التحالفات القديمة التي هي افضل الممكنات بل تقوية الاجنحة المعتدلة في داخل كل تحالف منها ، لماذا تسيطر الاجنحة المتطرفة المتأزمة على تلك التحالفات وتضطهد المعتدلين والعقلاء واصحاب الرأي ودعاة الوسطية ، الا يكفي المتطرفين انهم قادوا التحالفات كل هذه السنين الحافلة بالفشل ، الا يحق للمعتدلين ان يقولوا كلمتهم ، الدور المنقذ يؤخذ ولا يعطى فعلى التيار البديل ترتيب اوراقه والشعب معه ، وان تكون له سياسة واضحة وادوات معروفة وممكنة ، افضل سياسة هي الحفاظ على ماتحقق ، وافضل اداة للاصلاح هي الاحتكام الى الانتخابات والتهيؤ لها وتأكيد ان هذا البلد تحكمه دورات انتخابية بأجل مسمى ، وليس هو امبراطورية موروثة لاحد ، وان البقاء دائما للاصلح .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك