المقالات

المجلس الأعلى ومنهج الإنفتاح

507 13:17:00 2012-05-08

نور الحربي

انتهج المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يعتز بانتمائه لمدرسة اهل البيت عليهم السلام، بخصوصياتها المعروفة انتهج مبدأ الانفتاح الايجابي على كافة القوى السياسية الوطنية العراقية بل كانت أولى إهتماماته السياسية، حتّى وان اختلفت معه بعض هذه القوى في فهم طبيعة هذا النهج بأعتبار أن المجلس ليس تياراً إقصائياً فهو يحترم هذا الأختلاف في الرؤى والتصورات الذي ليس معناه القطيعة مع الآخر بأي حالٍ من الأحوال، خصوصاً بعد انتهاء مرحلة العمل الجهادي المسلح والمواجهة مع النظام البعثي المجرم وللحديث مناسبة بكلّ تأكيد فمع لقاء قيادة المجلس الاعلى وحزب الدعوة وعلى أعلى المستويات من هنا يجتهد البعض في وضع تصورات وتحاليل تفتقر للدقة أحياناً عن طبيعة العلاقة القائمة بين قيادتي المجلس الأعلى وحزب الدعوة الإسلاميّة رغم أنّ الكيانيين هما نتاج مدرسة واحدة وان اختلفت آليات العمل التياري في بعض التفاصيل بينهما ولمن يريد فهم طبيعة العلاقة فعليه أنّ يرجع الى تجربة المعارضة وما حوته من تنسيق وعمل مشترك وصل حد أنّ يكون العديد من قياديي حزب الدعوة أعضاء في الهيئة العامة للمجلس الأعلى فيما شكل آخرون تحالفاً إستراتيجياً ظل قائماً إلى الآن مع قيادة المجلس الاعلى باختلاف شخوصها، ولعلّ حديث المالكي أثناء لقائه السيّد الحكيم مؤخراً يؤكد هذا الفهم ويشرح طبيعة العلاقة القائمة بين الطرفين التي تشهد تصعيداً او فتوراً على مستوى القواعد والكوادر الوسطية ناتج من تسرع البعض واطلاقهم التصريحات والاتهامات، لكنّ بالنهاية فهذه العلاقة حسب وصف المالكي (تأريخية وعميقة)، ولعلّ اللقاء الأخير اتسم بالسلاسة وتعدى مرحلة فهم كلّ طرف للآخر لكون الأمر متحقق منذ فترة ليست بالبسيطة، كما لابُدَّ لنا أنّ نفهم ان لقاء الطرفين ضمن إطار التحالف الوطني وتأكيدهما على على نقاط مشتركة لبناء الدّولة العصرية الناجحة التي تخدم المواطن ودولة المؤسسات والشراكة الوطنية الفاعلة في ظل الدستور العراقي بعد جمود واضح بسبب الأختلاف على قضايا رئيسيّة في منهجية بناء الدّولة تعددت فيها الآراء واختلفت التصورات بينهما، لكنّها لم تكن عصية على الحل بعد أن سادت اللقاء أجواء إيجابية تميزت بالوضوح والشفافية واستحضار وقائع التاريخ وقواسمه المشتركة بين الطرفين لذلك يرى المجلس الأعلى إن اللقاء حتّى وإن جاء لتصفية بعض الأختلافات العارضة التي سادت العلاقة بين المجلس الاعلى والدعوة هو خير من عدم اللقاء والتجافي والتباعد الذي يخالف مبدأ الانفتاح الذي انتهجه المجلس الأعلى والذي طالما أكد ويؤكد ان الحوار الوطني ضرورة دائمة لابُدَّ منها كونها المسار التصحيحي الحقيقي الذي ينقي الأجواء ويجنب العملية السياسيّة برمتها الاخفاقات والانتكاسات وليس خافياً ان الخطوط العامة والمبادىء التي ركزعليها الطرفان انطلقت لتضع آليات تحافظ على وحدة التحالف الوطني وتحفظه من التفكك وتدعم حكومة الشراكة الوطنية وتمكنها من القيام بواجباتها في خدمة المواطنين ومنها التأكيد على وحدة الصف الوطني وتفعيل مبدأ الشراكة الوطنية والعمل على توحيد الجهود حيث ان وحدة الهدف ووحدة المصير تعتبر من أهم المبادئ التي يمكن أن يستند إليها في بناء دولة خادمة لمواطنيها تقوم على العمل المؤسساتي الدستوري بسمات حضارية عصرية متقدمة وناجحة هو هذا الهدف الذي لابُدَّ أنّ يتبانى عليه جميع السياسيين مع ضرورة حسم الملفات العالقة التي أدت الى تراكم الأزمات السياسية الحالية والتي بدأت تتسع بشكل كبير حتّى تحولت الأمور الصغيرة الى عقد كبيرة وهذا ما اقلق الشارع العراقي وزاد مخاوفه، لذا لابُدَّ من أنّ نتفاءل بأن لقاء من هذا النوع وبهذه الطريقة الواضحة مع تبنيه أموراً أساسيّة سيكون منتجاً وداعماً لجهود حل الأزمة التي لن تستمر بوجود الحريصين على حلها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك