المقالات

فشل السلطان بالامتحان !!..... بقلم كاظم فنجان الحمامي

645 11:34:00 2012-05-09

فشل السلطان بالامتحان !!

 كاظم فنجان الحمامي

كانت سوريا أصعب الامتحانات التي خاضها السلطان الطيب أردوغان في أكاديمية الشرق الأوسط المعروفة بتناقضاتها الموروثة والمكتسبة, والتي اختارها السلطان لنيل شهادة الدكتاتورية الإمبراطورية في المراحل التمهيدية اللازمة للعودة بعقارب الزمن إلى عصر الباب العالي في الأستانة. . ظن السلطان إن الكنافة الدمشقية هي الأسهل في الازدراء والهضم, وان أدواره المزدوجة, التي جمعت بين العلمانية والتطرف الديني, وبين الولاء لسدنة النظام العالمي الموحد, واسترداد نفوذ الدولة العثمانية في البلدان العربية كافة, هي المؤهلات, التي ستمنحه صفة العضوية في مجالس الاتحاد الأوربي, فاخذ على عاتقة مهمة التصدي للمشاريع الروسية المتقاطعة مع المشاريع الامريكية , وكان كريما مع الغرب في تحويل (أنقرة) إلى (قنطرة) تعبر فوقها التطلعات الأوربية والأمريكية, فارتكبت تركيا في زمنه خمس هفوات فقدت على أثرها سيطرتها على زمام الأمور, ووقعت في مواقف لا تحسد عليها. . الهفوة الأولى ارتكبتها تركيا عندما انضمت إلى فريق الأقطار العربية المناوئة لسوريا, وارتباطها بصداقات حميمة مع الأقطار العربية المتحزبة دينيا, والمتجلببة بجلباب الدين, ما أدى إلى اكتساب كوادر حزب العدالة والتنمية شحنات دينية, منحتهم بعض خصال التطرف في دولة علمانية منفتحة على أوربا, وكانت النتيجة تمرد حزب العدالة على أحكام الدستور العلماني, حتى صار هدفا لانتقادات الأحزاب المناوئة. . والهفوة الثانية ارتكبتها بدفاعها المستميت عن الأقليات التركمانية في سوريا والعراق وإيران وأذربيجان, ومصادرتها لحقوق القوميات الكردية والعلوية, ما أدى إلى تحريك جذوة الانتفاضات المعادية للتطرف العرقي المتناقض مع سلوكها المزدوج, فتذبذبت في مواقفها بين التظاهر في الوقوف مع القوميات المسحوقة في الأقطار المجاورة لها, وبين تعمدها سحق القوميات المستوطنة في هضبة الأناضول. والهفوة الثانية ارتكبتها عندما خضعت لإرادة القيادة المركزية لحلف شمال الأطلسي, التي أمرتها بالوقوف بوجه القوة الروسية المتنامية, وطلبت منها الوقوف بوجه القوة الإيرانية, فتطوعت تركيا لنصب الدرع الصاروخي الأطلسي فوق قمم جبال (أرارات) في تحد واضح للروس, ما اضطر (موسكو) للوقوف بحزم مع سوريا ضد تركيا. . الهفوة الرابعة ارتكبتها عندما تدخلت في الشأن الداخلي للعراق وسوريا, فأرسلت قواتها البرية والجوية لمطاردة الحركات الكردية التركية المتمردة, واستمرت في عمليات المطاردة حتى بعد لجوء عناصر تلك الحركات إلى جبال العراق, فتوغلت بقواتها, واستخدمت الأسلحة الثقيلة في قصف القرى والقصبات العراقية, ثم قامت بتنظيم فلول المعارضة السورية, وكانت هي الحاضنة الأولى لولادة (مجلس اسطنبول), الذي عرف فيما بعد بالمجلس الوطني السوري, وهي الحاضنة التي تبنت تدريب ما يسمى بالجيش السوري الحر, وهي التي تبنت تسليح هذا الجيش من ترسانتها العسكرية, في الوقت الذي واصلت فيه مطاردة الخلايا المسلحة لحزب العمال الكردي في الكهوف والوديان, داخل الأراضي التركية وخارجها, وهي التي سعت لزعزعة التوازنات القومية في سوريا, تمهيدا لتقسيمها وتجزئتها بموجب الخارطة العرقية والطائفية, التي رسمها الصهيوني المتطرف (برنارد لويس), ففقدت مصداقيتها, وفشلت فشلا ذريعا في ابسط الدروس والحصص الدراسية, عندما اختارت الوقوف مع تشكيلات حلف شمال الأطلسي, وعندما انساقت وراء المخططات الامريكية, ومنحت البنتاغون في (أنجرليك) أكبر القواعد العسكرية, في محاولة بائسة منها للحصول على الموافقات الأوربية, التي تسمح لها باكتساب عضوية الاتحاد الأوربي, التي لن تنالها مهما قدمت من تضحيات, ومهما قدمت من قرابين في معابد فرسان مالطا. . . اما الهفوة الخامسة التي ارتكبها السلطان فكانت عندما أشاد بالثورة الليبية, وأشار في الوقت نفسه إلى إن بريطانيا وفرنسا تدخلتا عسكريا لأسباب تجارية بحتة, فعارض تدخل الناتو في الشمال الإفريقي من اجل حماية المصالح التركية هناك, فكان متناقضا مع نفسه إلى حد كبير. رقص أردوغان على الحبال الخمسة في آن واحد, الحبل الأمريكي, والحبل الأوربي, والحبل العلماني, والحبل الطائفي, والحبل الكردي, فتشابكت الحبال مع بعضها البعض, والتفت حول عنق الأناضول, ثم حاول الرقص عليها بالتناوب ففقد توازنه, ولم يعد قادرا على تحقيق حلم الرجل المريض, الذي أعلنوا وفاته رسميا في الخطوط الأمامية للحرب العالمية الأولى, وسلموا طربوشه إلى مصطفى كمال أتاتورك

4/5/509

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــد مغير
2012-05-11
أخي السيد كاظم الحمامي :لماذا لا تكتب كلمة ( السيد ) أمام اسمك ؟ نعم السادة أنتم . طالما زرنا بيوتاتكم المعمورة بالعلم والمعرفة في النجف الحبيبة . لقـــد أبدعت في بحثك وسوف يستمر مسلسل الأخطاء من قبل الأتراك لأن ما بني على باطل فهو باطل . الآن تحتضن تركيا المجرم طارق الأموي ولنرى حكمة الله سبحانه وتعالى . وأنا أعتقد إن تركيا سوف تقتله لكي تتخلص من الورطة التي قام بها رئيس وزرائهم الأهبل . ولا أعلم من ستتهم .
ابومحمد المحمداوي
2012-05-10
مبدع دائما يا ابا علياء....اف على الزمان الذي لم ينصفك..وانت تعيش في وطن تعود ان يهجر مبدعيه..ليهاجروا..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك