المقالات

اتباع علي (ع) في الميزان /

645 11:01:00 2012-05-09

حافظ آل بشارة

كثير من العامة والخاصة يفكرون حاليا بأيجاد حل للأزمة القائمة ، ودعاة الاصلاح حريصون على معرفة اطراف الصراع بدقة فمن هي وماذا تريد ، هناك اكتشافات مثيرة لولا الصراع ماظهرت ، اتضح ان احزاب البلد ليس بينها صراع اديولوجي على المقدسات ، بل هو صراع من نوع آخر لا يستحق التقدير ! صراع المصالح التافهة ، الاموال والترف والكشخة ومواقع القوة لا اكثر ولا اقل ، الدليل انك اذا اخذت لائحة اهداف كل حزب عراقي على حدة وقرأتها فسوف تخرج بورقة اهداف موحدة يتشابه فيها الاسلامي والقومي والشيوعي واللبرالي الى حد النقطة والفارزة اذن على ماذا يختلفون ؟ لا بأس ، ولكن لننظر الى الصراع من زاوية ثانية ، الم يكن النواب ورجال الحكومة منتخبين ؟ الم يخترهم الناس ؟ فهل هم داخلون في هذا الصراع نيابة عن ناخبيهم ام نيابة عن انفسهم ؟ قائمة المشاكل الحالية بين الكتل ليس بينها مشكلة واحدة تخص الناخب ، يغضبون ، يهددون بالخروج من الحكومة ، يهددون بسحب الثقة عن الحكومة ، يلوحون بالانفصال والاقتتال ، ولكن اعلموا ايها الناس ان اغلب هؤلاء ليسوا غاضبين لأجل شعبهم ، ليسوا غاضبين لأن البلد بلا كهرباء ، او بلا أمن ، او لأن 30% من الشعب تحت خط الفقر ، او لأن البلد بحاجة الى 3 ملايين وحدة سكنية ، او لأن الزراعة تتراجع ، والصناعة متوقفة ، والتجارة يبتلعها الفساد ، او لأن التنمية متوقفة ، بل يغضب اغلبهم لأنه غير راض عن حصته في مثلث المال والقوة والهيمنة ، الزعيم المخلص ينادي يا شعبي ، والزعيم الفاسد ينادي يا حصتي ، كثير من الاسماء والرموز يضمرون في اعماقهم احتقارا للانسان ، استعلاء يبتلى به عشاق السلطة وطلاب المواقع ، لكن الاسلاميين اشد الناس حسابا ان فرطوا ، وبين ايديهم القرآن والسنة وسيرة امامهم علي (ع) وهو يخاطب مالك الاشتر في عهد توليته على مصر: (وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ) ويذم الحواشي الانتهازية المحيطة بالزعماء فيقول : (ليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء ، وأقل معونة له في البلاء ، وأكره للإنصاف ، وأسأل بالإلحاف ، وأقل شكراً عند الإعطاء ، وأبطأ عذراً عند المنع ، وأضعف صبراً عند ملمات الدهر من أهل الخاصّة ) وأول من مارس اجتثاث المجرمين السابقين هو علي (ع) اذ يقول : (إنّ شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنّهم أعوان الأثمة ، وإخوان الظلمة ، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم ) ويوصيه بمكافئة المبدعين ورعاية المخلصين فيقول : (ولا يكونن المحسن والمسي‏ء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة ) هذا منهج علي ، والحجة قائمة على من ادعى حبه . لا سبيل لبناء الدولة العصرية الناجحة الا باسترجاع السلطة من اصحاب المصالح والانتهازيين والفاشلين وتسليمها الى المخلصين ، الذين همهم خدمة الناس ورضا الله .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب
2012-05-09
الصراع بات محرقة ستلهم الجميع عليه العوض ومنه العوض
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك