جميل الهادي
يتفق معظمنا على ان السياسة تعني فن الممكن لكننا بالتأكيد نختلف في وسائل تحقيق هذا الممكن, فدائما كان هناك فريقان مختلفان لهما قراءتان واسلوبان وما يتبعهما من سلوك لتنفيذ ما يمكن في سياسة كل فريق , ولكل منهما تفسيراته وتبريراته والتي تناسب خلفياته العقائدية الصحيحة او الدنيوية الغير مشروعة للوصول للغاية والنتيجة المرجوة ,والتاريخ حافل بقصص كل فريق ,فالأول تكون وسيلته نابعة من شرف غايته وسلوكه يتسم بالوضوح والشفافية وطرقه واضحة والتي تنتهي دوما بحسن العاقبة ونتائجه وان جاءت متأخرة لكنها تصل به الى قمة النجاح وترتفع به الى سماء العز والاباءاما الفريق الاخر فوسائله دنيئة وغاياته شريرة وطرقه تؤدي الى التيه والعمى ومن ثم الوصول لحتمية النتيجة المخزية والوقوع في الهاوية والخسران المبين .قد يعتقد البعض ان هذا التصنيف مثالي جدا ولا وجود له في عالم الدنيا وان تحقيق الخير لابد ان يحتاج غالبا لوسائل شريرة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار دهاء وغدر وفجور الجانب الاخر واقصد جانب الشر, لكن هذا الاعتقاد الباطل لا يصمد طويلا اذا ما تأملنا قليلا عند قراءتنا لقصص القراءان المجيد وتتبعنا سنة نبينا } صلى الله عليه واله{ وسلكنا طريق اهل بيته .يقول الامام علي (عليه السلام ) ليس معاوية بأدهى مني لكنه يغدر ويفجر وينتهك الحرمات ولو اردت لكنت ادهى العرب لكنني لست ممن يطلبون النصر بالجور في حين كانت ظروفه مشابه كثيرا لظروف عصرنا الحالي .لكنه عليه السلام بقي متمسكا بحبل الله المتين رافضا جميع دعوات الاخرين بانتهاج شعارهم اللا مشروع بأن الغاية تبرر الوسيلة .وهذا حفيده الحكيم مثال اخر موجود في زماننا الحاضر فما زال سائرا بنهجه متبعا لخطواته سالكا طريقه محافظا على عهوده مع اخوته رغم خيانتهم له وتخليهم عنه وتنصلهم عن وعودهم معه متذرعين بحجج واهية واوهام باطلة حتى ارغمهم خطأ خيارهم السابق وسوء نتائج اعمالهم وارتداد عواقبها الوخيمة على العودة اليه طالبين نصحه ومستندين على قوته وحب الناس له املين في ركونه لجانبهم والاطمئنان لهم لكن هيهات ان تغريه دنياهم وتوهمه مناصبهم ويستحسن تملقهم له فإذا ارادوا كسب ود عمار يجب ان يكسبوا معه ود الوطن والمواطن والا فالواحد لا ينقسم لأثنين ونصيحتي لهم ان يعرفوا ثوابت الحكيم جيدا ومن ثم يتعاملون على اساسها معه . كتب احدهم على حائط غرفته : عش كعلي ، وهادن كالحسن ، ومت كالحسين
https://telegram.me/buratha