المقالات

التفاهم لا التصادم ….بقلم احمد عبد الرحمن

766 07:50:00 2012-05-10

التفاهم لا التصادم ….بقلم احمد عبد الرحمن

 

يتسم المشهد العام في البلاد بقدر كبير من الارتباك والضبابية والغموض والتشضي، وهذا أمرٌ طبيعي حينما تغيب الرؤى الإستراتيجية الواضحة لحل ومعالجة المشاكل والأزمات على اختلاف مسمياتها وعناوينها، وحينما تغيب-أو تُغيّب- المصالح الوطنية العامة لحساب المصالح الفئوية الخاصة لدى قوى وكتل وكيانات رئيسية في الدّولة والحكومة ومجمل العملية السياسية في البلاد.

   ولا نبالغ عندما نقول أنّ العراقيين يقفون اليوم جميعاً عند منعطف حساس وخطير، وعند محطة حاسمة، تتطلب تجنب الوقوع في أخطاء وقع فيها البعض في أوقات سابقة، وهنا لابُدَّ من الفرز بين المناهج الصحيحة والمناهج الخاطئة، وعلينا أنّ نضع معايير وطنية عامة نحتكم إليها لنحسم خلافاتنا واختلافاتنا لنلتقي عند نقطة معينة، ونجتمع على رؤية واحدة، ونحتكم إلى مبدأ التوافق وننأى عن خيار التصادم.

مقومات وعناصر التوافقات الوطنية كثيرة وكبيرة، وما يجمع بين الشركاء في الوطن الواحد أكثر مما يفرقهم، والتنوع الفسيفسائي للمجتمع العراقي، قومياً ودينياً ومذهبياً وطائفياً وعشائرياً، يُمثل نقطة قوة أكثر منه نقطة ضعف.

   وإذا كانت قد حدثت مشاكل وأزمات بين بعض مكونات المجتمع العراقي الواحد في الماضي البعيد أو بالأمس القريب، فليس لأن هناك خللاً في منظومة العلاقات والروابط الاجتماعية والسياسية والثقافية بينها، وإنّما لأن قوى وأطرافاً خارجية دخلت على الخط وأرادت أنّ تفرض خياراتها وتمرر أجنداتها وتملي إراداتها، وربّما لا يغيب عن بال الكثيرين من أبناء الشعب العراقي مبدأ “فرق تسد” الذي عملت به قوى خارجية دّولية في دول مختلفة من بينها العراق، وكانت له آثاراً ونتائج سلبية مازال جزء منها ماثل لنا بمظاهر وأساليب وسياقات شتى.

     وإذا كنا في هذه المرحلة الحرجة والحساسة أمام خيارين، الأول الجلوس مع بعضنا البعض لنحدد مساراتنا الصحيحة ونضع النقاط على الحروف، والثاني طرق أبواب الآخرين ليحلوا لنا مشاكلنا، ناهيك عن تشبث كل واحد منا بقناعاته ومواقفه، فالأولى بنا أنّ نلجأ إلى الخيار الأول مع ما فيه من صعوبات ومشاق، لأنها بالتأكيد لن تكون أكثر من تبعات واستحقاقات الخيار الثاني. 

   فحينما نقول بمبدأ التوافق الوطني، فأننا لا نتصوره محصوراً ومحدداً في أُطر ومساحات ضيقة، وإنّما على العكس من ذلك يتحرك في فضاء واسع  ومساحات فسيحة، بحيث ينتهي إلى أفضل النتائج التي يتطلع إليها كلّ أبناء الشعب العراقي.   

4/5/510   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك