المقالات

المالكي والبارزاني .. مفاتيح الأزمة ....بقلم علاء الموسوي

697 10:07:00 2012-05-11

المالكي والبارزاني .. مفاتيح الأزمة

 علاء الموسوي  Alaa_almosaowy@yahoo.com

 

هناك مطلبان أساسيان لقيام أي تحالف سياسي، الأول ضرورة امتلاك ذلك التحالف القوة على تحقيق أهدافه، والثاني وجود مصالح أساسية مشتركة بين المتحالفين.

وحين مناقشة مستقبل التحالف الكردي الشيعي في ضوء المطلبين أعلاه، واستحضار المناكفات الأخيرة بين البارزاني والمالكي وإشارات الأول الصريحة خلال جولته الخليجية، فضلا على زيارة الأخير لكركوك وتلميحاته الجريئة تجاه المادة 140.. ينكشف لنا واقع مختلف عما تنقله وسائل الإعلام وأحاديث المحبة والألفة والعلاقات التاريخية بين أطراف التحالف.

الأهداف التي وضعها قادة التحالف الكردي الشيعي أبان معارضتهما لحكم النظام المباد لم يجد بعضها طريقا سالكا للتطبيق، فالنظام الاتحادي وضم كركوك لإقليم كردستان وحكومة الأغلبية السياسية.. أهداف رئيسة لم يستطع التحالف تحقيقها، بل تحولت إلى مصدر للازمات الدائرة اليوم بين حكومة المالكي وإقليم كردستان.

خارطة الحكم تختلف عن أحلام المعارضة وأمنياتها، فما كان يُحلم به أيام المعارضة والنضال الشاق بين سفوح الجبل وممرات الاهوار لم يعد منسجما مع وجاهة الحكم والسلطة، كما أن ادوار اللاعبين متباينة هي الأخرى في الوعي والسلوك السياسي، فالرؤية التي كان يحملها السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) وما تمثله من نضج وحكمة لمستقبل التحالف الكردي الشيعي مختلفة تماما عن ممارسة وسلوك السيد المالكي. كما أن ممارسة السيد جلال طالباني وعقليته في التعامل مع الأزمات هي الأخرى بخلاف السيد مسعود البارزاني وسلوكه الأقرب إلى الراديكالية السياسية.

المصالح باتت مختلفة من حيث الزمن ومتغيرات الواقع، فالأرقام الانتخابية ومنافسة الإخوة على التمثيل والزعامة هي المرتكز عند عقلية ساسة اليوم، وهو ما يبرر السلوك المتشنج لكل من المالكي والبارزاني ورؤيتهما المغايرة لإدامة التحالف بينهما.

البارزاني يعتقد أن تقرير المصير للشعب الكردي لن يتحقق إلا عبر إيجاد عدو وهمي لإثارة عواطف الكرد وذهنيتهم تجاه مخلفات الماضي وظلمه المرير، وهو ما يرى في سلوك المالكي الأخير لاسيما زيارته لكركوك واصطحابه كتيبة دبابات هدية مجانية تستحق الثناء الجزيل.

كذلك السيد المالكي يرى في مشاهد الصراع بين الكرد والعرب وما يتعلق بكركوك وتعقيداتها الدستورية مادة انتخابية مناسبة للمرحلة المقبلة، وهو أمر سيسعى المالكي من خلاله إلى دفع منافسيه داخل التحالف الوطني لخيارات الاصطفاف التي لا تعترف بمنطق الوسطية.

قادة التحالف الوطني والسيد جلال طالباني مدعوون اليوم قبل غيرهم لتلافي الأزمة الخانقة بين الحكومة والإقليم، وعليهم إدراك أن مفاتيح أزمتهم لن تكون خارج ضبط المنطق السياسي لكل من السيد المالكي والسيد البارزاني، وفي حال وجود أي تباطؤ تجاه منطق الشخصنة فان مستقبل العراق وعمليته السياسية سيكونان في خطر، ولن ينفع بعدها التشفع بالغير وأجنداته الخاصة. 

"كل من نهواه مات

كل ما نهواه مات

ربِ ساعدنا بإحدى المعجزات

وأمت إحساسنا يوما

لكي نقدر أن نهوى الولاة" (احمد مطر)

8/5/511

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك