المقالات

حيرة مواطن عراقي (لاجيء)!!؟

760 18:28:00 2012-05-11

سالم كمال الطائي

قصة (م.ز. السعدي) التي اضطرته الأحداث على هجرة بلده الغني وصاحب الحضارة والأمارة وأرض السواد العائمة على بحيرات النفط! وفيها الأنهار والسهول الخضراء ووجهها الحسِن! وإنسانها الذي تكمن في خلاياه آثار الحضارة واستعداده على أن يصنع حضارة جديدة عتيدة تتبوأ مكانها بين الحضارات التي قامت و وجدت وهي تفتقر إلى أسبابها فكيف إذا كانت جميع الأسباب والمكونات والعناصر موجودة في هذا البلد الأمين, ولكن مع كل تلك المواصفات في هذه التربة الطيبة الغنية الخصبة وناسها الطيبين بالفطرة! يضطر أهلها إلى الهجرة والهروب منها مرغمين خائفين بسبب بعض حكامه الجهلة والمتخلفين بل الخونة وعملاء الطامعين؛ رغم جذورهم الحضارية وتأريخ أجدادهم المتألق ولكن هذا السبب لم يعد ذو أهمية تذكر مقابل قهر إنسان هذا البلد والدوس على كرامته وسلب حريته التي لا تكلف المسؤولين والقادة شيئاً وكل ما يطلب ويحتاجه المواطن العراقي هو الأمن والحرية والكرامة؛ وسوف ترون إبداعه وتقدمه ومقدرته على بناء حضارة جديدة يشهد لها بني البشر بجدارتها وعطائها الإنساني والثقافي والإجتماعي الذي هو الأساس لرفاهية المجتمع وإشاعة العدالة والكرامة فيه. ذلك الإنسان في هذا البلد العريق الغني قد خاب أمله وتلاشت أحلامه في صباحات رهيبة عندما يعلن عن إنقلاب أو مؤامرة على الحكم أو عملية غدر واستيلاء على السلطة وما تخلفه هذه الأحداث من تغييرات في المسؤولين والحكام وفوضى تغيير السلطات وفي الوزارات والإدارات الأخرى حيث تبدأ الإجراءات القمعية واعتقال المواطنين جزافا؛ وإغراق السجون بالمعتقلين وقتل وإعدام آخرين بلا تهم ولا محاكمة! وتجري التصفيات البشرية! من قبل الحكام الجدد "الثائرين"! ضد الحكام القدامى "المتآمرين"!, وتكون عمليات الردع والقمع بشعة ودموية يقوم بها "الثائرون"! لئلا تفشل محاولاتهم بردة فعل دموية مهلكة.ومن مخلفات هذه الأوضاع و "الثورات"! والإنقلابات؛وخاصة في بلداننا "العربية الإسلامية"!! الدمار والدماء والخوف والهروب وموجات اللجوء إلى البلدان المجاورة في أول الأمر ومن ثم يتوزع هؤلاء إلى بلدان أخرى أكثر أمناً وعطفاً! عليهم ونخص بالذكر منها الدول الغربية وأميركا التي لا تقبل اللاجئين على أساس إنساني بل لديهم أهداف أخرى خفية يحصلون من ورائها على مكاسب وأهداف تساعد على نشاط إقتصادهم وتوسع نفوذهم وفرض هيمنتهم على تلك البلدان التي يساعدون على استمرار الإنقلابات فيها والتغييرات السياسية الدموية والمدمرة, بل وتعيين قادتها! ولكن على أية حال فأن اللاجيء الهارب أو العائلة الهاربة لا يعنيها ذلك الأمر وتريد فقط حفظ سلامتها وسلامة أبناءها من موجات الإنتقام الأعمى التي تحصل بعد كل تغيير أو إنقلاب لهذه الفئة ضد أخرى! من هنا تبدأ المعاناة المؤلمة في بلدان المهجر أو الغربة, كما أن السلطات في تلك البلدان تقدم المساعدات التي تستطيع تقديمها كل حسب وضعه الإقتصادي وإمكانياته المادية والإجتماعية, ولكن الأهم من كل ذلك هو موقف المجتمع والناس في تلك البلدان الغربية وغيرها فكلما حدثت لديهم أزمات إقتصادية أو مالية يتوجهون إلى أو يعزوها إلى تواجد اللاجئين في بلادهم ويهملون الأسباب الأخرى كما أن الحكومات الفاشلة فيها تتخذ من هذه الإدعاءات ركيزة لتبرير بعض إخفاقاتها في توفير الخدمات لمواطنيها, وهناك الجماعات اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين تنشط بين الحين والآخر ضد المهاجرين وتعتدي عليهم وتضايقهم بشتى السبل والإهانات في الشارع أحياناً وخاصة شباب تلك البلدان المتطرفين والمنتمين إلى أحزاب يمينية ونازية وصهيونية وغيرها. من هنا تبدأ المعاناة الفعلية للمواطن العراقي المهاجر الذي هو لم يأت إلى هذه البلدان طلباً للعمل مثل المصريين وبلدان المغرب العربي أو طلبا للأكل والشرب وهربا من الجوع والجفاف مثل القادمين من الصومال واليمن وغيرها من البلدان الفقيرة, إنه العراقي, العزيز الكريم صاحب الأرض المعطاء والتربة الخصبة والزراعة المنتشرة وأخيرا صاحب النفط والثروة! ولم يهاجر من أجل الكسب والطعام بل هاجر هرباً من قسوة الحكام وطغيانهم على الأنام, أولئك الطغاة الذين سفكوا دمائهم الزكية وهتكوا أعراضهم الطاهرة ونهبوا أموالهم وشتتوا شملهم, هذا هو سبب هجرة المواطن العراقي, كما أن معاناة الهجرة يلاقيها اللاجئون الآخرون وآخرون منهم يتحملونها ويقبلون بها ويندمجون في مجتمعاتها على مضض أو قناعة لا بد منها! لقد كانت موجات هجرة العراقيين وهروبهم من بلدهم بعد كل تغيير دام في الحكم وتسلم مسؤولين جدد! زمام الأمور. والموضوع هنا يشمل مشكلة اللاجئين عموما وخاصة العراقيين والمذكور أعلاه مجرد مثال على هذه الحالة المؤلمة التي يتعرض له الإنسان في كل زمان ومكان, ويكون هؤلاء من كافة الفئات والطوائف والقوميات ولا نخص بالقول فئة معينة ولا أسباب هجرتها بقدر ما يهمنا معاناتهم وبؤس معيشتهم في تلك البلدان بشكل عام.من هنا كانت معانات (م.ز.السعدي) الذي هو نموذج ومثال على ما يلاقيه المهاجرون العراقيون خاصة من مضايقات وربما إهانات في بعض الحالات, ولا ننسى بعض التصرفات اللاقانونية التي يقوم بها بعض المهاجرين أو المغتربين ولكن عموما فإن الشعور بالحسرة والقهر تنتاب كل عراقي مخلص لوطنه وأهله مهما كان لونه أو إنتماءه فإن (م.ز.السعدي) يشكو من هذا الحال وحاول الذهاب إلى بلد آخر فلاقى نفس المعاملة اللاإنسانية والمواقف المحرجة والجارحة للمشاعر في ذلك البلد, وحاول مرة أخرى أن يذهب إلى بلد عربي إسلامي وهو يعمل ويعيش ولا يحتاج إلى مساعدة وأحيانا يأكلون حقه كما يقول في ذلك البلد ولكنه كان ينشد الكرامة والإحترام فلم يجدهما في ذلك البلد "العربي الإسلامي", ثم قرر العودة مع عائلته إلى العراق بعد أن اتفقوا جميعاً أنهم سوف يذهبون إلى العراق و "شيصير خلي يصير", ثم عادوا... فهل كان العوَد أحمدُ؟؟عاد (م.ز.السعدي) إلى أهله في بغداد فلم يجد له مكانا يسكن فيه, وبقي مع أقاربه أياماً عديدة قضاها في مراجعات الدوائرالرسمية بحثا عن حل لمشكلته أو أي مساعدة تسهل وجوده في بلده مرة أخرى بعد أن هدأت الأمور وعم الأمن والسلام ولو بشكل نسبي! ولكنه واجه مصاعب ومشاكل عديدة وعدم مبالاة وإهمال لا مثيل له؟؟ رغم أنه لم يهرب من الوطن لصا سرق أموال الدولة كما فعل الآخرون ولم يقتل أحد ولم يكن بعثياً أو حزبياً وكان إنساناً عاديا يعمل ويكسب عيشة من شغلته الجيدة, لكن فرضت عليه الهجرة بسبب شبهة هو بريء منها أو لأنه قريب لشخص كان مشتبها به! وهكذا, أو الوضع الإقتصادي في البلد والكساد والبطالة في ذلك الوقت قد أجبرته على الهجرة.. وأخيراً لقد نفد ما لديه من نقود واقترض الكثير ولم يحصل على ما يشاع عن مساعدات المهجرين! وقد عانى في بلده هذه المرة نفس المعاناة في الإهانة وسماع الكلمات الجارحة والتهم الباطلة من أناس هم أعداء لهذا البلد, ولمسيرته السياسية الحاضرة؛ ولم يكونوا من البعثيين الصداميين فقط وإنما من كثير من الأحزاب والجماعات الفاسدة والتي لازالت تفسد الحياة وتخلق الفوضى وتزرع الحقد في صدور المواطنين هنا وهناك وهم يحاولون إفساد الآخرين المحسوبين على النظام القائم الذين يمارسون نفس الأساليب البعثية الصدامية وغيرها إتجاه المواطنين ومنهم المهجرين والمهاجرين ولقد حق القول عليهم ((لا تربط الجرباء قرب صحيحة *** خوفا على تلك الصحيحة تجرب)).. وهكذا فقد اجرب أكثر جماعتنا!! وكادوا يصبحون من أعداء النظام الحالي إذا لم يسمح لهم في الفساد والحيل والسرقة على حساب الشعب والوطن, لملم صاحبنا المسكني حاجاته وعاد وعائلته مرة أخرى إلى بلدان المهجر أو بلدان "الكفار"! كما يصفها البعض وقرر تحمل بعض الكلمات المؤلمة هناك؛ بدل اللكمات! من الإهانات التي تعرض لها هنا في بلده العراق العظيم!... بلد الحضارات وأرض سواد الزراعة العائمة على بحار سواد النفط!! وتركها للصوص والحرامية والفاسدين ... إلى يوم الدين. وداعاً (م.ز.السعدي) إلى بلد النرويج! البلد الذي كان سبب سعادته إنسان عراقي اسمه "فاروق القاسم" خبير التنقيب عن النفط في النرويج الذي وصفه النرويجيون أنفسهم بأنه أحسن لاجيء نفع النرويج وساعد على إخراج نفطهم الذي هو سبب سعادتهم اليوم. والسلام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك