لملمت اوراقي
الشيخ د. خالد عبد الوهاب الملا
لملمت اوراقي وحصرت مذكرتي وجمعت همومي وتطلعاتي وأنا انظر الى بلدي الغالي العراق هذا العملاق الكبير الذي يُراد له ان يُقزم او يذبح او يقصى ويُهان ولربما كثر الكلام هذه الايام عن سحب الثقة عن حكومة المالكي وهي حكومة بُنيت وأسست على الشراكة والتوافقات والتنازلات ولست مدافعا عن احد ولكن لابد لأبناء الشعب ان يتفهموا شيئا واحدا لا ثاني له وهو ان هذه الحكومة شُكلت وولدت من رحم البرلمان العراقي وكلنا يعلم ان البرلمان قد جاء عن طريق انتخاب اعضائه او انتخاب رموز اخذوا الحظ الأوفر في الأصوات ثم افاضوها على اتباعهم وقد يقول قائل لقد زورت الانتخابات او هناك تزوير لبعضها وأقول لكم الحقيقة ان الجميع رضي بواقع الحال وبالنتائج التي رشحت من الانتخابات وقد يقول قائل بان قائمة سين او صاد هي التي فازت وجاءت اخرى اختطفت هذا الفوز ويقصد بذلك التحالف الوطني وأقول المهم ان جميع الشركاء قد قبلوا هذه القسمة وارتضوا بها حسب اتفاقية اربيل فإذاً الحق لا يزال مكفولا للسادة اعضاء مجلس النواب الذين شكلوا الحكومة الحالية وهم بمقدورهم ان يحجبوا الثقة عن هذه الحكومة او ان العراقيين يقررون انتخابات مبكرة وكل ذلك جائز وصحيح ودستوري فلا داعي لكثرة الكلام الذي لا يُغني ولا يُسمن من جوع ولا داعي للتوكؤ على هذه الدولة او تلك الجهة لتحقيق نصر مزيف سرعان ما ينهدم ولا ينبغي ان نحرك الشارع مذهبيا او طائفيا لتحقيق مصالح خاصة لا تعود المصلحة فيه للشعب ونحن بحمد الله تجاوزنا فتنة الصراعي المذهبي بمقدار كبير وعبرنا خطر الحرب الطائفية وبدأنا نتحدث مع شعوبنا العربية والإسلامية عن تجربة التلاحم الوطني والإسلامي في العراق ولكننا بهذا الوقت نلحظ اطرافا تحاول إثارة الفتن وهذه المرة اثارة الفتنة السياسية والإيقاع بين السياسيين العراقيين وهذا ما نحذر منه وندعو اخواننا السياسيين كبارا وصغارا ان يتفهموا حجم المؤامرة التي تخطط للإطاحة بهم وبمشروعنا في العراق لأنكم تتفقون معي أن أجندة خارجية معادية للعراق وشعبه هي التي تسعى لإيقاد هذه الفتن وهناك فرص كبيرة ومهمة للغاية يتمكن من خلالها اصحاب القرار ان يتجاوزوا هذه المحن وتلك الفتن وذلك من خلال الاحتكام للدستور إن كنا نؤمن بالدستور وتطبيق القانون والرضا بقرارات القضاء وعدم تسييسه والتنازل عن بعض الأشياء الخاصة والنظر بتمعن الى معاناة الشعب العراقي المظلوم الذي لا يزال يعاني مرارة العيش وخطورة الوضع وخاصة ونحن نعيش سنة رحل فيها المحتل وشهد العراق رئاسة قمة الجامعة العربية فإلى الأمام في البناء والتنمية والاستقرار والنور والضياء فالخفافيش يصدمها الضوء وتفرح بالظلام فنور الحق أضوء من الشمس في رابعة النهار ونحتاج الى من يملك البصر والبصيرة لرسم صورة حقيقية تمثل اجواء البلد ليتنا نهتم بشعبنا كما يهتم بعض السياسيين بمشاكلهم الخاصة فلقد انتشر الفقر وعم الجهل وتفشت الجريمة وضاق الصدر ودمعت العين وكلنا ننظر بعين المراقبة والتسديد لإخواننا في الصف الاول من قيادة العراق ان يصنعوا شيئا لهذا الشعب المسكين وان يتحملوا جميعا المسؤولية ولا يلقوها على جهة او شخص فهذا معيب لان الجميع تحت طائلة المسؤولية وشعبنا اذا غضب سوف لن يعذر احدا هذه فرصة مهمة كي يستغلوا اقامة المؤتمر الوطني وننتهي من هذا النفق المظلم سدد الله خطى الجميع لما فيه خير البلاد والعباد. الشيخ د. خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق كتبت بتاريخ الثلاثاء، 10 جمادى الثانية، 1433,01/05/2012
https://telegram.me/buratha