خضير العواد
إن المشكلة السياسية التي تعصف بالبلاد قد جعلت كثير من الفرقاء يتقاربون ما بينهم من أجل الحصول على مصالحهم من الحكومة المركزية ، وأهم تقارب نتج بسبب هذه المشكلة هو الإجتماع الخماسي في أربيل الذي ضم التحالف الكردستاني والعراقية والتيار الصدري ، وقد نتج عن هذا الإجتماع مجموعة من القرارات وعلى الحكومة تنفيذها خلال مدة 15 يوم وإلا سيكون سحب الثقة الحل الوحيد الذي سيواجه الحكومة ، ولكن طرح فترة زمنية بهذا القصر هل هي واقعية لكي تنفذ الحكومة بنود إتفاقية أربيل التي يراد لها وقت أطول من هذه المدة ، وقد صرح بعض أعضاء القائمة العراقية بأن الفترة التي طرحت إعجازية و لا تقدر الحكومة على تنفيذ البنود بهذه الفترة القصيرة جداً ، علماً إن أكثر بنود إتفاقية أربيل البرلمان معنيٌّ بتنفيذها وليس الحكومة فلماذا يطلب من الحكومة التنفيذ ؟؟؟ ولكن إذا لم تنفذ الحكومة بنود إتفاقية أربيل خلال هذه الفترة وعملية سحب الثقة قد تمت فماذا ستكون النتيجة وما هو الوضع الذي سيدخل العراق فيه ؟؟؟، ستصبح الحكومة الحالية برئاسة المالكي حكومة تصريف أعمال لحين تعين رئيس وزراء جديد ، التحالف الوطني الكتلة الأكبر في البرلمان هو المعنيّ بترشيح رئيس وزراء وقد صرح التحالف الوطني لأكثر من مرة على أن السيد المالكي المرشح الوحيد لهذا المنصب ، ولكن لو خرج التيار الصدري من التحالف لكي يبعد السيد المالكي عن رئاسة الوزراء هل سيتغير الموقف ، هناك إحتمالين الأول المنشقين من القائمة العراقية إذا دخلوا بتحالف مع دولة القانون أو صوتوا لصالح تعين المالكي فخروج التيار ليس له تأثير ، ولكن حتى بخروج التيار من التحالف فأن إختيار رئيس وزراء جديد غير المالكي لا يمكن التوافق عليه لأصرار التحالف على المالكي وبذلك سيكون الأمر عسير جداً لولادة حكومة جديد تحت ظل هذه الظروف الشائكة ، علماً لقد تطلب ولادة الحكومة الحالية التي يترأسها السيد المالكي ثمان أشهر بالرغم من التوافق مابين كل مكونات التحالف الوطني حول شخصية المالكي ، ولكن الأمر في هذه المرحلة شائك جداً ومتباعدة الغايات والأهداف لذا من الصعب إقترابها ومن ثم تكوين الحكومة ، وخلال هذه الفترة حكومة تصريف الأعمال مستمرة بقيادة العراق تحت سلطة المالكي وتمتلك حرية أكثر من سابقتها لأنها حكومة تصريف أعمال ، أي عملية سحب الثقة عن الحكومة التي يترأسها المالكي لا تحل من المشكلة شئ بل تعقدها وتدفع بالعملية السياسية والعراق الى المجهول الذي تفتح عليه جميع الأبواب التي قد تستغل إحداها وتغير العملية السياسية رأساً على عقب ونخسر جميع المكاسب التي حصلنا عليه من خلال التغير الكبير ، أي لا تحل هذه المشكلة إلا من خلال الحوار المبني على أسس ديمقراطية وروحية حقيقةً تريد الحوار والوصول الى العدالة المرجوة للجميع ، وأما عملية سحب الثقة فنتائجها جميعها سلبية وليس فيها أي مصلحة للعراق والعراقيين بل الذي سيستفاد منها كل من لا يريد خير للعراق وغايته تدمير العملية السياسية .
https://telegram.me/buratha