ابو هاني الشمري
كل يوم تخرج علينا الاخبار ان المسؤول الفلاني ذهب برحلة الى احدى الدول الاوروبية او امريكا لغرض العلاج او لغرض اجراء الفحوصات الطبية!!فبالامس كانت رحلة للسيد رئيس الوزراء الى لندن وبعدها للسيد رئيس الجمهورية الى امريكا ومن ثم رحلة السيد رئيس البرلمان ... وهكذا دواليك.الرحلة العلاجية للسيد نائب رئيس الجمهورية تختلف عن سابقاتها للرؤساء والقادة ... فهذه الرحلة قد طال امدها لان السيد النائب وبينما كان متوجها للذهاب الى التشاور وليس للعلاج مع رئيس الجمهورية في كردستان واذا بفترة التشاور تلك تطول حتى تتحول الى اربيل لان هذا التشاور بعدها جر السيد النائب الى ان يعبر الحدود ويتشاور مع القطريين والاتراك.الرحلة التشاورية في تركيا اختلفت لانها تحولت الى رحلة للعلاج التي تقول فيها اصح الروايات انها لعلاج (البواسير).فقد صرحت الجهات الرسمية التركية ان السيد نائب الرئيس العراقي الهارب هو في رحلة علاجية وليست تشاورية وسوف يعود حالما تنتهي تلك المسوغات الصحية للبقاء.السيد النائب من جانبه قال انه ذهب الى تركيا للعلاج من الصدمة النفسية التي اصابته بسبب التهمة المشينة التي وجهها له القضاء العراقي(لانه شعر بالخجل من ان يقول انه ذهب لازالة البواسير!!) فحوادث القتل والتفجير التي قام بها افراد حمايته وبتوجيه منه كلها كذب وافتراء على الله ورسوله وعلى المؤمنين لان كل الضحايا انما ماتوا قضاء وقدرا بيومهم المحتوم بينما مات احد افراد حمايته بسبب التعذيب الذي تعرض له من الشرطة ولم يكن قضاء ولا قدرا ولا عجزا كلويا ويمكن للمواطن الشريف ان يسأل حيدر الملا عن الموضوع فسيجد عنده الخبر اليقين عن تلك الجريمة النكراء التي قامت بها الشرطة.الخبر الذي يسعد الشعب العراقي ويجعله متمسكا بحكومته العتيدة وبرلمانه الرائع... ان السيد النائب ورغم ان القضاء العراقي اصدر بحقه امر القاء القبض وان الانتربول وضعه في القائمة الحمراء وانه غير متواجد في مكتبه منذ مدة طويلة وان اكثر افراد حمايته تم ايداعهم بالسجن واعترفوا بجرائمهم ... فأن اللجنة القانونية بالبرلمان العراقي (الشريف) قالت انه لامانع من بقاء السيد النائب في منصبه ليبقى يستلم راتبه وامتيازاته وكل حقوقه حتى الفلس ... والانكى من ذلك ان راتبه ينزل بشكل طبيعي في حسابه البنكي ومن ثم يمكنه سحبه من اي بلد يشاء ... الم اقل لكم ان الشعب العراقي سعيد بهكذا برلمان وهكذا حكومة حينما يؤكدون ان القانون يدعم القتله بالمال والسلطة ... اعرف امرأة اختطف زوجها منذ اكثر من عام وقدمت طلبا الى دائرة الرعاية الاجتماعية لغرض صرف راتب لها بعد ان راح عنها معيلها ... واعطيت هوية الرعاية الاجتماعية ....... ولكن ومنذ اكثر من عام وبالتحديد منذ اليوم الذي فقد فيه زوجها وحتى كتابة هذا المقال ورغم ان دائرة الرعاية سجلتها عندها ولكنها لم تستلم منهم ولا درهما واحدا...اما المسؤولين فعلاجهم لايكون الا في الخارج والطائرات جاهزة لنقلهم في اي وقت يشاؤون وفي اي مستشفى يرغبون والى اي بلد يريدون كل ذلك العز من خيرات هذا الشعب المستباحة امواله وكرامته وحقوقه لتذهب تلك الكرامة والاموال والحقوق الى من حصل على الكرسي يبتغي وجه ...فمتى ستنتهي فترة علاج بواسير السيد النائب لكي يعود الى بلده ويجلس في قفص المحكمة التي اعدت له الحبل الذي شنق به رئيسه السابق صدام؟ ... ام انها ستتحول الى فترة للعلاج من الثألول الذي يملأ جسمه وفكره كما يملأ جسم وفكر قادة عراق اليوم.وستبقى رواتب السيد نائب الرئيس تصرف له كاملة رغم انف الشعب العراقي وذلك لسبب بسيط وهو ان هذا الشعب ساكت عن كل تلك الاهانات التي توجه له من هكذا نماذج ممسوخة تحت مسمى سخيف يستظل هؤلاء به وهو (انكم انتم الذين انتخبتمونا ايها الشعب!!!) فهل هناك من الشعب من يرد عليهم ليقول ...(ولكنكم اشترطتم على انفسكم ان تفعلوا لنا كذا وكذا من الامور التي طرحتموها في فترة الانتخاب فماذا فعلتم لنا من تلك الامور سوى الخراب والسرقة والكذب والضحك على الذقون؟)
https://telegram.me/buratha