البحرين .. الثورة النموذجية ! بقلم : علي السيد alialsiedom@gmail.com
دأب الشعب البحريني في التحرك صوب التغيير والانتفاضة ضد نظام ظالم وعميل شأنه شأن أي بلد عربي تحرك وانتفض لأجل الحرية والخلاص من تلك الأنظمة الظالمة والعميلة التي جثمت على صدور الشعوب عقدا من الزمن .. فكانت تقمع وتبطش وتقتل أبناء شعوبها لكي ترضي أعداء الإسلام وتنفذ توجيهاتهم في امتهان الشعوب العربية والإسلامية وتجعلها متقبلة للعدو التاريخي وللمستعمر المحتل من ينهب الخيرات ويعيث في الأرض الفساد وينشر ثقافة الإلحاد ويسعى لطمس الهوية الدينية لهذه الأمة التي أرادها الله أن تكون خير الأمم ..
فبعد أن نجحت ثورتي تونس ومصر تحركت في المقابل ثورات أخرى وصحوة إسلامية في بلدان عربية منها البحرين ذلك الشعب الصامد الذي أباء أن يخضع للظلم والعمالة والاستعمار .. وفي نفس الوقت نرى تحركات أمريكا ودول الاستكبار وموقفها المضاد للصحوة الإسلامية الذي فاجأها هذا التحرك واقض مضاجعها واسقط عملائها في المنطقة الواحد تلوا الآخر .. في المقابل أوحت أمريكا إلى ربيبتها المملكة العربية السعودية بأن تسارع في إرسال جيش مدجج بالسلاح لكي يقمع الشعب البحريني ويمارس بحقه أبشع الجرائم .. ولفض الاحتجاجات في خطوة منهم لكبح جماح الثورة الشعبية السلمية في البحرين وتخويف أبناء الشعب البحريني من هذا الجيش الذي يعتبر انه دخيل ومستعمر ولا يحق له أن يقمع أبناء الشعب البحريني المسلم ..
وبالتالي النظام السعودي يخشى نجاح ثورة البحرين وكذلك الثورة اليمنية لان هذه الثورات لو نجحت سوف تطرق أبواب المملكة وستسقط نظام آل سعود الحليف الاستراتيجي لأمريكا ودول الاستكبار العالمي .. وهذا يشكل عليهم خطرا كبيرا فسارعوا في كبح تلك الثورات حتى لو استخدموا القوة لكي يحولوا دون نجاحها ويعيثوا الفوضى والخراب لتخويف الشعب السعودي لآجل لا يفكر في الخروج على نظام الظلم والعمالة والاستبداد ..
الجدير بالذكر أن أمريكا والنظام السعودي تعاملوا مع الثورة السلمية في البحرين بالقوة والقمع واعتقد أن ممارستهم هذه هي نتاج معادة واضحة مفادها أن من تحرك من الشعب البحريني في الانتفاضة والتغيير هم الشيعة وليس الوهابية وإلا لنرى الضجة الإعلامية والتحرك الدولي وانعقاد جلسات مغلقة لمجلس الأمن والجامعة العربية .. ونرى العقوبات والتوصيات والتصريحات للمسؤولين الأمريكيين وأمراء آل سعود انه لا بد من إتاحة الفرصة للشعب أن يتحرك في الثورة .. ونرى كذلك قنوات الفتنة والعمالة أمثال الجزيرة وأخواتها في تغطية المظاهرات والقمع الذي يمارس بحق الثوار في تلك البلدان ..
وفي الوقت نفسه هم يسعون إلى معادلة أخرى لكي يدخلوا من خلالها إلى الشعوب العربية والإسلامية بعد السخط الصاخب والمتزايد ضدهم وعندما رأوا أن الشعوب تحركت صوب التغيير والصحوة الإسلامية حاولوا أن يدخلوا من جديد إلى عمق المجتمعات الإسلامية والعربية عبر صنعيتهم ما يسمى "بالوهابية السلفية " التي قد تجذرت منذ سنوات عديدة واعتقد أنها آخر ورقة للأمريكيين والصهاينة في امتهان الشعوب العربية والإسلامية عبر هذه الورقة التي نرى وبكل وضوح كيفية الموقف المتوحد لهم في الصحوة الإسلامية كيف تخندقوا جميعا في نفس الطريق .. حيث نرى أمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار العالمي ودول الخليج ونظام آل سعود و"الوهابية السلفية " خلال هذه الثورات في خندقا واحد وموقف واحد .. فما حصل في ليبيا واليمن ومصر خير شاهد لمثل هذا التخندق والتوحد في الموقف والرأي وكذلك ما يريدونه في سوريا .. ومن ثم نرى القنوات التابعة لهم كيف تروج وكيف تقدم هذا الوجه الجديد لأمريكا في المنطقة بعدما خرجت الشعوب العربية إلى الشوارع تهتف بصوت الحرية والخلاص من الأنظمة العميلة
وكذلك من الاستعمار والهيمنة الأمريكية الصهيونية على المنطقة .. لكن هنا نجد أن التعامل مع ثورة البحرين كان خلاف لكل الثورات الأخرى التي يتواجد فيها ما يسمى بالوهابية السلفية .. حيث أبعدوها إعلاميا وتركوها سياسيا وكأنه لا يوجد شعب يتحرك ويثور على نظام ظالم وعميل فأنا اعتقد انه لو تحركت السلفية الوهابية في البحرين لكان الأمر والموقف آخر ..
وفي نفس الوقت النظام السعودي حريص على الحفاظ على نظام البحرين لان زمام الأمور بيد ذلك التيار المؤدلج أمريكيا وهذا مالا يحبذوه ولا يريدون أن تثور الشعوب عليهم لأنهم يعتقدون أنهم أصحاب الأمريكيين والصهاينة ..
في الأخير لابد من التذكير بأن ما يحصل في البحرين وبحق الشعب البحريني المظلوم من انتهاك للإنسانية وحق التغبير يعتبر جرما كبيرا وعلى أولئك العملاء والمتغطرسين والاستكبار أن يعوا جيدا أن الله لا يترك من تمسك بحبله المتين وانه نصير المظلومين وهذه سنه إلهية أن يدركوها ..
فصبرا شعب البحرين أن فرج الله لقريب وانه نصير المظلومين فلا تأسوا ولا تحزنوا فأن معكم الله الواحد الأحد من بيده كل المتغيرات وهو على كل شيء قدير ..
https://telegram.me/buratha