المقالات

نشر السلاح أم نزعه؟

562 15:32:00 2012-05-13

أحمد عبد راضي

القرار الاخير الذي اعلنته الحكومة القاضي بالسماح للعراقيين بحيازة قطعة سلاح واحدة، كان مدعاة للكثير من الاعتراضات والرفض والتهكم أحياناً، إذ أنّ أشد ما يعانيه العراقيون في هذه الاونة بالذات هو الاوضاع الامنية والتي يلعب انتشار الاسلحة دوراً كبيراً في ترديها . القرار سيلقي بظلاله على جوانب كثيرة وسيساهم في تعقيد الكثير من الملفات التي كان على الحكومة الالتفات اليها قبل اصدار قرار من هذا النوع، فمن الناحية الاجتماعية سيكون للقرار اثر كبير في سهولة استخدام السلاح بمناسبة وبدون مناسبة، ذلك ان الاسلحة المنتشرة في مناطق البلاد هي بالاصل كثيرة وباعداد مخيفة، قبل تشريع حيازتها وترخيصه ، فكيف بنا اذا ما اصبح الامر طبيعياً وصار مشهد الرجل المسلح مألوفاً ؟ ان هكذا قرار سيسمح للناس بوضع اسلحتهم تحت اليد وبالتالي استخدامها سيكون اسهل بكثير مما لوكانت محضورة او ممنوعة ويحاسب على حيازتها القانون، اضف الى ذلك ان بعض المدن العراقية المكتظة بالسكان والتي يغلب عليها طابع المشاجرات اليومية والحوارات الحادة تتطور فيها الاحداث بصورة مدهشة لتصبح معارك عشائرية طاحنة ( بالسلاح المرخص) . امنيا سيكون من الصعب السيطرة على الاحداث مع وفرة الاسلحة المسموح باقتناءها وحيازتها خصوصا مع ضعف شخصية رجل الامن وعدم وجود حماية كافية له، اذ يعاني رجال الامن العراقيين ( شرطة وجيش) من عدم احترام الناس لهم وذلك بحكم ضعف الدولة وقوة المليشيات والعشيرة وهذا الامر معروف ومشخص من قبل الجميع. ومن زاوية اخرى فان السماح بحيازة السلاح يعني بالضرورة السماح ببيعه وشراءه والمتاجرة به وبالتالي انتشار محال بيع الاسلحة المرخصة ما يعني وجود كمية كبيرة من السلاح في المدن بصفة سلاح معروض للبيع تارة ، وسلاح مرخص للحيازة تارة اخرى ، وهذا الامر كفيل بزعزعة ثقة الناس بالحكومة الناتج اصلا من عدم ثقتها بالامن ورجال الامن، ويبرر بعض مناصري هذا القرار بان حيازة السلاح سيحمي الشريحة المستهدفة من قبل عصابات السرقة والخطف كالاطباء والمحامين ورجال الاعمال الذين يتعرضون لجرائم الخطف والابتزاز باستمرار، وهذا الكلام مردود أيضاً، اذ ان حماية الناس دور الحكومة وهذا الجهد الامني تبذله جميع الدول حتى التي ترخص السلاح فلا يمكن بأي حالٍ من الاحوال إيكال هذه المهمة الى المواطن نفسه، وما يفترض به ان تفعله الحكومة هو تقوية رجال الامن وتقوية القانون وستلاحظ ان عدد الجرائم والمجرمين سوف ينقص تدريجاً، لا ان تعتمد في ذلك على المواطن نفسه.اخيرا كنا نظن ان نزع السلاح هو من اولويات الدولة الجديدة وليس نشره بين الناس، والله من وراء القصد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك