المقالات

العراق وشبح المركزية

504 09:32:00 2012-05-14

خميس البدر

تحدث البعض كثيرا عن قوة المركز في ان تكون الامور كلها بيد الدولة ومنظومتها وان تكون القرارات الحكومية نافذة على الصغير والكبير القاصي والداني وأكدوا أن قوة الدولة تأتي من خلال الرجوع للمركز وان تمر القرارات والقوانين والأموال عبره ومنسجمة مع توجهاته وأهدافه لكن قالوا أيضا أهل مكة أدرى بشعابها .ولقد أثبتت التجربة العراقية فشل الاولى وتعثرها ومقت الشعب العراقي لها ولمنطقها ومنهجها خاصة وهم أصحاب تاريخ طويل ومرير معها وان مأسيهم ومعاناتهم وحرمانهم المزمن لم يأتي ألا بتجذر هذه النظرية واستفحال منهج المركزية المقيت في نظام الحكم وتدبير الأمور ,أما حلمهم في اللامركزية ومناداتهم بتطبيقها كانت تصطدم دائما بالتخويف والتهويل من الانقسام والضعف والوهن وتفكك الدولة وتضارب الصلاحيات وتداخلها وطموحات شخصية ضيقة لشخصيات تربت وتثقفت في ظل فكر المركز والقوة والقرارات الشجاعة والاستثنائية وشخصية القائد الفذ صاحب الإرادة التي لا تقهر والمعنويات الحديدية والعزيمة التي لا تنثني وهاهي نتيجة إتباع تحكم المركز فالمحافظات خاوية على عروشها حكومات محلية مسلوبة الصلاحيات في مواجهة مطالب وأحتياجات مواطنيها وقيامها بأعمال ومشاريع لامتلك ميزانياتها ومن يمتلك الميزانيات والاموال الطائلة أي الوزارات بعيد عن فهم تلك الاحتياجات وبهذا المستوى من الفهم والعقلية يحجب عن تلبية ما يريده المواطن في المحافظة مرة بقصد ومرة بغير قصد وفي كلتا الحالتين الخاسر الوحيد هم أبناء المحافظات ومع ازدياد النمو السكاني وبقاء الخدمات المقدمة على حالها او تراجع مستواها تتراكم المشاكل حتى تصل الى مستوى ظواهر أو أزمات مزمنة فيصعب تغييرها أو الحد منها لما يتطلبه من جهد وأموال ووقت لتصبح الحالات السلبية أمر واقع .ان ما عاناه العراق من دكتاتورية ومركزية مقيته طيلة مراحل تاريخه يحتم عليه ان يتوجه نحو اللامركزية وان تعطى المحافظات كامل الصلاحيات وان تتحمل الحكومات المحلية مسؤولياتها تجاه مواطنيها وهي قادرة على ذلك أذا ما توفرت الظروف المناسبة ,أما أن يبقى الوضع على ما هو عليه فلا تغيير ولا تطور ولا نجاح للنهوض بواقع المحافظات أو البلد بصورة عامة وستبقى الحكومة الاتحادية تعاني والحكومة المحلية تعاني ما دامت الحكومة الاتحادية او المركز طرفا في كل قضية بسيطة كانت أم عظمى وسواء انعقدت جلسات مجلس الوزراء في المركز أو في المحافظات لن توفر أبسط متطلبات تلك المسميات لأنها طرف ولأنها غير مؤمنة بإعطاء صلاحياتها أو جزء من تلك الصلاحيات والتي تدعيها لها ومن اختصاصاتها حصراً لا لشئ ألا لأنها حكومة مركزية فيجب أن تكون كل مقدرات البلاد بيدها , ومتى ما تحولت الحكومة الى العكس فسوف نضع أقدامنا على الطريق الصحيح وسيبدأ العراق مسيرة الاعمار والنهوض في بناء المؤسسات وليأخذ كل ذي حق حقه ولنبتعد عن كبرياء السياسيين وعنجهية الماضي فهي التي جعلتنا في هذا الحال ولا بد ان يستجيب قدرنا لنا أذا أمنا به وسلمنا باستحقاقات هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام
2012-05-15
المشكلة تكمن في تعويد العراقيين وبفضل التربية الخاطئة بان رئيس الدولة يجب ان يكون قائد فذ وجبار يهابه الكل و و وحتى حكامنا الجدد بدؤوا يقلدون صدام في اسلوب حكمه وحتى في كلامه وفي بعض الحالات كان صدام يتحدث باسم الكل ولكن اخينا الجديد يقول انا سافعل هذا او اقبل بكذا ولا اقبل بــ وهكذا ونقول لهم ماهكذا تدار البلد يا معارضة الامس وحكام اليوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك