المرجعية وأصوات الشيطان !!
سعد الكعبي
يبدو ان البعض ممن ادمنوا على نظرية المؤامرة وهي اختراع بعثي قومجي بحت وبامتياز يراد منه تاويل الامور بطريقة عرجاء لاخفاء الحقيقة وجعلها مقلوبة راسا على عقب ,كما انها السلاح الذي استطاع به ايتام عفلق وربيبه المقبور صدام من خلاله ذبح معارضي نهجهم الدموي التسلطي الطائفي .
هؤلاء من انصاف الكتاب والاقلام المأجورة ينعقون وراء كل ناعق ويلهثون وراء الديناردأبوا هذه الايام وبحملة ليست عفوية طبعا بكتابة المقالات والتحليلات الصحفية بشان مايدعونه خلافة المرجع السيد علي السيستاني "دام ظله" في النجف الاشرف وراحوا في سياق حملة امريكية انطلقت قبل ايام في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية والشرق الاوسط السعودية وتوابعها من الصحف المحلية والقنوات الفضائية ذات الجذور البعثية تشويه مكانة الحوزة الدينية والنيل من مرجعياتها ,بل والادهى فقد وضعوا من نسج خيالهم مرشحين لخلافة المرجع الاعلى ,فهذا مرشح لندن وذاك مرشح واشنطن واخر ترشحه فرنسا وكاننا في انتخابات سياسية .
لكن اخطر ما في الموضوع حديثهم الدائم هذه الايام عن مرشح ايران لخلافة المرجع السيستاني الذي ماأنفكت صحفهم تداوله في صدر صفحاتها الاولى وكانه حقيقة وهو امر يثير السخرية فحوزات النجف وقم وكربلاء وغيرها تؤمن بنفس الثوابت الدينية واصول التقليد لديها واحدة .ولمن لايعرف فان المرجع الأعلى لقب لا يقصد به أنه أعلى من المراجع الباقين وإنما المقصود به المرجع الاعلم والذي يرأس الحوزة العلمية في النجف الاشرف,وللمرجعيات الدينية الشيعية مكانة مهيبة في المجتمع الاسلامي حيث تقوم بالكثير من أدوار الإمام في غيبته وأنها تحافظ على وحدة ابناءالمذهب الشيعي.و المرجع الديني هو أعلى سلطة دينية و كل من ينال درجة الاجتهاد ويشهد بمرجعيته أهل الخبرة فهو مرجع يعد الملاذ لمقلديه.
ان الحديث عن اختلاف المرجعيات وتبعيتها لهذا الطرف اوذاك وما يتطرقون له من تفاهات بوجود خروقات مالية وتصارع على النفوذ ,ماهي الا اصوات شيطانية تحاول ايجاد ثغرات بين ابناء المذهب الجعفري والذي ظل متماسكا لاكثر من الف واربعمئة عام وهي بذات الوقت اصوات مدفوعة تقف خلفها الوهابية العالمية وحليفتها الصهيونية في ظل احتدام الصراع بين اتباع اهل البيت واعدائهم من اذناب الامبريالية الامريكية والذين مازالوا حتى اليوم يفضلون القاعدة البريطانية الاستعمارية الشهيرة "فرق تسد". اننا في الوقت الذي لانقيم لمثل هذه الاصوات وزنا الا اننا نحذر من الاستماع لهذه الابواق التي لاتريد الخير لابناء المذهب الواحد كما نحرص على كشف زيف هذه الحملة الشعواء التي ترغب بضرب الشيعة اينما كانوا في صميم قلوبهم من خلال الخوض باحاديث خلافة هذا المرجع او ذاك وليعلم الذي في قلبه مرض ان مراجعنا باختلاف جنسياتهم اخوة متحابون بالايمان ولاتهمهم المسميات الدنيوية ولامناصبها ,ومقام المرجعية روحي وهو دون النبوة والامامة ولايصل اليه الا من كان على هدى وبينة من ربه,لاكما يعتمده اعداؤنا ممن يصلون خلف الفاجر والقاتل من امثال شيوخ النفط وامراء الضلالة من امثال آل سعود والخليفة وال ثاني ومن لف لفهم.
31/5/514
https://telegram.me/buratha