عون الربيعي
يبدو ان جهود حل الازمة السياسية في البلاد لازالت في بدايتها، فمع هذا الشوط الطويل الذي قطعته الشخصيات السياسية والكتل والتجمعات والقوى العراقية من اللقاءات والاجتماعات التي تصاعدت وتيرتها مؤخراً وكأننا نرى خارطة تحالفات جديدة على خلفية التبدل والتصعيد والتنازلات التي طرأت على المشهد السياسي ناهيك عن المواقف التي تنوعت بين القبول بالوضع الحالي ورفضه والعودة لإتفاقات أربيل بدلاً عن الدستور في تحديد وجهة وأداء ومستقبل الحكومة الحالية ورئيسها نوري المالكي الذي ناور كثيراً واستخدم جزءاً كبيراً من أوراقه آخرها بحسب بعض المصادر المقربة منه قبوله بعودة المطلك بل التوسط لأن يقبل المطلك بالعودة لممارسة مهامه، وبين كُلّ المواقف التي اتخذت يبقى موقف الصدريين المثير للجدل والمتأرجح بين القبول بالمالكي ورفضه مرتهناً بمدى ما يقدمه من تنازلات لانعرف ما هي طبيعتها في عودة لتكرار خطأ اتفاق أربيل الذي لم يكشف عن طلاسمه ولم تفكك رموزه أمام أبناء الشعب العراقي حتّى الآن، ويبدو أنّ مهلة زعيم التيار الصدري التي هي على وشك الانتهاء ستولد أزمة جديدة ستكون لها تداعياتها ليشغل الشارع العراقي بالمهلة ولماذا لم يستجب المالكي لها وكيف، وندخل بعد ذلك في تعقيداتها والتي من المفترض أن لا تدخل في خانة الخطوط الحمر التي لاينبغي تجاوزها وهلم جراً حتّى تفرغ المبادرات من محتواها وتدخل في طور الاستهلاك المحلي وخطب البرامج التلفزيونية وتحليلاتها وماذا بعد ذلك بالتأكيد سنعود لمبادرة جديدة تتحدث عن طاولة حوار وجمع شتات الفرقاء وتحديد جدول اعمال ولجان تحضيرية للقاء الوطني، ثم ماذا بعد ذلك هذا سؤال الشارع العراقي اليوم وأسئلة كثيرة تفرزها حالة عدم الانصات والتمسك بسقف المطالب وعدم الخضوع لإرادة الآخرالشريك!!، هذا هو الحال وسننتظر ماذا يحل بالاوضاع بعد انتهاء المهلة خصوصا مع طرح خيارات وأسماء جديدة بدل المالكي مما سيشق الصف الشيعي وينذر بحدوث تباعد في المواقف وان كانت هذه الطروحات في مجملها لمجرد التصريح والضغط لكنها ستحدث ذلك الشرخ الذي لابُدًّ من علاجه في إطار العلاقات بين التيارات والقوى الشيعية الشيعية، لكننا نعول على ان تكون هناك طروحات معقوله تسهم في الانفراج وعندما نعول فأننا ننتظر فقط من أصحاب الإرادات الصادقة ان تحل الاشكاليات ممن يمتلكون العزيمة على التشخيص والحل الذي هو بمثابة العلاج لكلّ المشاكل والتعقيدات التي يواجهها بلدنا ومشروعنا لكنّ علينا الاسراع لأن الصبر له حدود أو هكذا يقال اليوم على الاقل والله المستعان.
https://telegram.me/buratha