سالم كمال الطائي
تثير قنوات التلفزيون العراقية و خاصة "قناة العراقية"!! الشفقة والأسى على اللغة العربية وما آلت إليه في الفترة الأخيرة وعدم إلتفات أو إهتمام "اللغويين"! والمختصين باللغة العربية وتصاريف الكلمة وتعريبها عند الإلقاء وقراءة الأخبار وعرض بقية البرامج دون الإهتمام بالإلقاء الصحيح والقراءة المضبوطة من حيث تصريف الأفعال والأسماء وحتى في أبسط قواعد اللغة العربية؛ تلك هي كيفية التصرف بحروف الجر! يا جماعة اللغة ومسؤوليها في الإذاعة والتلفزيون هل من المعقول أن تستمر هذه الإخطاء دون وضع نهاية لها؟ وفي أي قسم أو فرع منها؟.. إنها في حروف الجر وهي طامة كبرى أن يرفع المجرور أو ينصب أو ينون!!؟ ويستمر الملقى بدون انتباه ولا إهتمام ولا اعتذار ولا تراجع... تراهم أوتراهن منطلقين في القراءة دون الإلتفات إلى ضرورة نصب أو رفع أو جر الكلمة في نهاية الجملة أو وسطها أو في بدايتها لا فرق عندهم رغم أن أكثر المواد مكتوبة على شريط أمامهم ويقرأوه بسهولة ؛ ولا ندري من المسؤول عن هذه "الفضيحة" اللغوية هل كاتب الخبر أو ناقله أو قارئه وملقيه.واحدة من الأسباب في هذه اللخبطة هي أن أكثر الموظفين في هذا المجال يعتمد على تعيين الأقارب والمعارف و"الجميلات" و "الصغيرات والصغيرين"!!؟ وهذه أخت فلان وتلك أخت علان!! دون وضع شروط المستوى الثقافي والدراسة والشهادات المتخصصة في اللغة والإلقاء وضبط قواعد اللغة العربية البسيطة أثناء الإلقاء والقراءة بل يتخذون من هذه المؤسسات حقل تجارب واكتشاف المواهب أمام الناس وعلى حساب لغتنا الجميلة والتي يجب أن تحترم ويلتزم في شروطها وقواعدها.إن الأخطاء عند الإلقاء كثيرة ولمن يريد التحقق من ذلك فاليستمع إلى الذين يقرأون الأخبار أو اللواتي يقدمن البرامج المتنوعة وخاصة "صباح الخير يا عراق" فسوف تسمع وترى العجب في الكلام والإلقاء والأخطاء المثيرة للشفقة والحزن على قواعد اللغة العربية في أبسط تطبيقاتها, إضافة إلى ركاكة الحوار وعدم ترابطه وخاصة مداخلات من يدير حلقة ما واعتراضه على شرح دكتور أو تفسير خبير لموضوع ما للناس منطلقا من خبرته وحرفيته وإذا تدخل أو تداخل سخيف يقطع عليه سلسلة أفكاره وتوضيحاته وسط ضحك وابتسامات باهتة واعتراضات ليس لها فائدة في وقت عرض تلك الفكرة أو الموضوع من دكتور أو مهندس أو أديب لتثبت مديرة الحلقة بأنها "ذكية" وشاطرة ولديها معلومات أكثر وأنفع من الضيف!! إذن لماذا تدعون ضيوفكم إذا كنتم أنتم أفهم منهم؟؟؟كلمة "إذن" يستخدمها أو تستخدمها أكثر مديرات حلقات الصباح خاصة وليس لديهم كلمة مرادفة لها بل يعجزن عن إيجاد غيرها ... إذن... إذن سوف ... إذن وصلنا...والذي يلفت النظر والسمع تكرار الخطأ في إستخدام "حروف الجر" ... فيأتي وراءها كلمة تنصب تارة وترفع تارة أخرى وفي حالة ثالثة لا يصرفونها لأنهم لا يعرفون أنها مرفوعة أو منصوبة أو مجرورة. وهناك الكثير من الأخطاء.قبل سنتين كانت إحدى مذيعات التلفزيون مشهورة بأخطائها الشنيعة والواضحة وإلقاءها "البايخ"! ولم يلتفت إليها أحد وبقيت تتحدى قواعد اللغة واللغويين ومشاعر الناس !! حتى اختفت فجأة من شاشة التلفزيون العراقي وإلى الأبد وربما أعيدت إلى أعمالها الأدارية العادية.ومما دفعني بقوة للكتابة حول هذا الموضوع بعد أن كنت من جماعة "آني شعليه"!! هو أنه وبطريق الصدفة فتحت التلفزيون وعلى قناة العراقية في يوم الثلاثاء المصادف 15/5/2012 الساعة الثانية وخمسوه دقيقة ظهرا؛ ورأيت برنامجا أدبيا يستعرض بعض الشاعرات! وكانت إحدى مقدمات البرنامج تكيل المديح لأحدى الشاعرات وتقول عنها أنها : عَرَفَت على المستوى العراقي! وعَرَفت على المستوى العربي بأنها كذا, وكذا, والمفروض أن تقول : عُرِفت.... وعُرِفت.... فعل ماضي مبنى للمجهول والفاعل مستتر تقديره هي أو هو, ولكنها قالتها كما ذكرنا "عَرَفَت" بصيغة الماضي بفتحها العين والراء والفاء؟؟ وهي في برنامج أدبي يتناول الشعر والشعراء وقس على ذلك .. وأخرى في برنامج آخر إضافة إلى الخطأ في حروف الجر وما تجره من بعدها! فهي تريد أن تقول: "أن فلانا "تَبَنّى" فكرة كذا ؛ ولكنها قالت ملء فمها : "تَبْني" فكرة كذا!!؟ واستمرت بدون انتباه ولا أعتذار.هذه نماذج قليلة وبسيطة وهناك الكثير من الأخطاء اللغوية في الكلام والإلقاء وتزداد يوما بعد يوم دون الإنتباه لها... صحيح أنها لاتسمن ولا تغني من جوع ولكن كل العالم يعتز بلغته ويحاول الحفاظ على قواعدها وأصولها , علما أن كتب اللغة والقواعد لدينا محشوة بقواعد ونظم تحير الطلبة المساكين ويجبرون على حفظها واستخدامها استخداما أمثل ويتعرضون للتوبيخ وربما الإهانة لعدم الإهتمام بها .. فأين كان هؤلاء (المذيعين والمذيعات ) خاصة !ومن أي المدارس تخرجوا؟؟؟ وأين هو ما تعلموه في المدارس والمعاهد... وماذا قرأوا؛ أم أن الواسطة والمحسوبية و "الجمال" هو الذي يعين المذيعات والمذيعين ومديري الحلقات والبرامج وعلى لغتنا الجميلة السلام.
https://telegram.me/buratha