المقالات

أهم الاسرار في فن الحوار /

646 21:10:00 2012-05-15

حافظ آل بشارة

اصبح (الحوار) من شروط حل الأزمة السياسية الراهنة ، ولكثرة تداول هذا المصطلح (الحوار) اصبح يحتاج الى تعريف ، المقصود من الحوار ابتداء هو ان يجلس قوم مع قوم آخرين ويتفاهموا عبر الحديث ، الاجتماع الوطني المقبل مجرد جلسة حوار ، هناك عدة افكار تتعلق بالحوار البشري يفترض ان يفهمها المواطن لكي يعرف عاقبة الأمور ، وقد يختلط مفهوم الحوار بمفهوم التفاوض وان كان الاول اوسع وأعم ، فمن ناحية الاطراف المشتركة في الحوار هناك : اولا : الحوار مع الشريك ، ثانيا : الحوار مع المنافس ، ثالثا : الحوار مع العدو ، رابعا : الحوار مع المحايد . وفي بلدنا كل كتلة لديها شركاء ومنافسون واعداء ومحايدون ، فهي تتحاور على اساس هذا التقسيم . أما أهداف الحوار فهي ناتجة من كون الحوار وسيلة للاقناع فهو أما ان يجري لتقوية قناعات سائدة وتطويرها ، او لاكمال قناعات ناقصة ، أو لتصحيح قناعات خاطئة ، او لتأسيس قناعات من موضوعات جديدة لم تكن معروفة لدى المقابل ، ولكي ينجح الحوار لا بد من وجود الاعتراف المتبادل بين الاطراف المتحاورة ، اعتراف بوجودها وافكارها وحقوقها ، فاذا جاء المحاور الى الطاولة وهو يحتقر الآخر ولا يعترف به ولا بافكاره ولا بحقوقه فهو ليس حوارا بل تجسس على الافكار ، الشرط الآخر : النوايا المكشوفة الواضحة الشجاعة ، فاذا جاء المحاور الى الطاولة وهو يعلن نوايا معينة بلسانه ويضمر عكسها في ذهنه فهو حوار اداته النفاق وعاقبته الغدر وثماره تأسيس عداوات جديدة ، الشرط الثالث : أدب الحوار وما فيه من الصبر والتحمل والحلم ، ربما يتعرض كل طرف الى سيل من الاتهامات والانتقاصات والبهتان ، خاصة في حوار الاعداء او حوار المتنافسين ، وربما في حوار الشركاء بالعتاب والمحاسبة ، وعلى الطرف المتعرض الى الهجوم ان لا يشعر بالاهانة او المظلومية ويحاول الثأر لنفسه او ينشغل باثبات كذب المقابل ، وليضع في حسابه انه يمارس نوعا من القتال البارد وهي ليست نزهة ، وعليه ان لا يتوقع مدحا او اطراء بل يتوقع ماهو اسوأ ، لذا فمن علامات الحوار الناجح انه يبقى في حدود الكلام مقابل الكلام ضمن اطار اخلاقي يدركه الطرفان ، ولكل حوار اهله والمختصون به ، فاذا اراد المحاور ان يحصل على مكاسب من المقابل بطريقة التركيع والاستضعاف ارسل صقوره الى طاولة الحوار ليستخدموا خطابا متشددا وتهديدات مبطنة واستفزازات مدروسة وغطرسة متفق عليها مستعرضين عناصر قوتهم ملوحين بأسوا الخيارات ، أما اذا اراد الحصول على مكاسب ولكن بطريقة التنازلات الهادئة من المقابل ارسل حمائمه يستخدمون الهمس والابتسامة ونظرات الود المركزة والكلمات الناعمة التي تشق طريقها الى القلوب وتهدئ الاعصاب وتفتح طرق التفاؤل مستعرضين المشتركات ملوحين بوعود مستقبلية ، وقيل في التفاوض: (تكلم بهدوء وانت تحمل العصا الغليضة) ، الذي يعرف بعناصر تفوقه يكون اكثر تواضعا ، تطور فن الحوار بين الاطراف السياسية موضوع حضاري ، هل تتحاور القوى الوطنية في العراق على هذه الاسس أم ان هناك (خبصه) وخلل في تشخيص الاعداء والاصدقاء والمحايدين ؟ خلل في تعيين اهداف الحوار ، ارتباك في شروط الحوار والنوايا المسبقة والاطر الاخلاقية ، وأخيرا الخلل في فرز معسكر الصقور من معسكر الحمائم في كل كتلة ، ربما يحضر الفريقان بلا تخطيط لينهار كل شيء .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك