أغدا يستقيل رئيس الوزراء ؟
جميل الهادي
قدم عدد من الوجهاء الدينيين البوذيين في مذهب "جوغي"، أكبر المذاهب البوذية في كوريا الجنوبية، استقالاتهم بعد انتشار فيديو لرهبان صغار في أحد الفنادق يلعبون القمار ويشربون الخمر ويدخنون المخدرات وهو ما يتعارض كلية مع القيم البوذية. وأقدم الوجهاء على هذه الخطوة اعترافا بتحملهم المسؤولية عن هذا الحادث , هذا نص خبر قراءته على صفحات بعض الوكالات الخبرية فتذكرت إن لنا مسؤولين كثر قد اخطئوا بحقنا أولا نحن أبناء الشعب فمجالات الإخفاق وبفضل جهودهم واسعة وتشمل اغلب مجالات الحياة في عراقنا الجريح .
فمن ملف الكهرباء الذي لا يعرف أسراره ولا يفك طلاسمه إلا الفاسدين من الإخوة المسؤولين إلى ملف الخدمات الذي تتقاذفه أيادي الانتهازيين والمنتفعين من المال العام مرورا" بملف وزارة التجارة والذي أثرى البعض القليل من حديثي النعمة وأصحاب السوق السوداء المقربين من حزب السلطة , وأفقر الكثير الباقي من العوائل العراقية وسلبها ابسط حقوقها في العيش الكريم ومغادرة أثار حصار صدام اللعين والعالم لهم أن ذاك . وصولا إلى الملف السياسي والذي أصبح لعبة تتقاذفها صبيان ال ؟؟, في حين يلمس تفاعلاته المواطن البسيط والباحث عن رغيف الخبز بشرف عبر أشلاء متناثرة وأجساد مقطعة ومرضى لن يتماثلوا للشفاء في ضل أوضاع صحية سيئة ومستشفيات تفتقر للكثير من المستلزمات الطبية وأطفال أيتام لن يعرفوا حنان الأب وأرامل قد فقدوا أزواجهم إلى الأبد .
فعند مراجعتنا لانجازات المالكي وأولها التوقيع على إعدام المجرم صدام يتبادر للذهن إن المراد اخذ موقعه ولا سبيل غير التوقيع على إعدامه ,كما إن دعم الصحوات ومجالس الإسناد كان الغاية منه ضمان الحصول على اكبر عدد من الأصوات في أي انتخابات قادمة وليس محاربة القاعدة أو الميلشيات المسلحة , وكذلك رفع شعار لا للبعث في السلطة فكان الغرض منه ترويض من بقى منهم لإعلان الولاء للقائد الضرورة الجديد ,أما اتهام الإقليم بتهريب النفط ومطالبته بدفع المستحقات المترتبة بذمته فنشعر إنها إحياء لنفس القومية والعصبية العربية المقيتة.
ونحمد الله ان لنا حالة استقالة طوعية واحدة فقط لشخصية وطنية لها حضورها في الساحة السياسية العراقية لم تكن نتيجة صفقة سياسية او ضغط شعبي نستطيع ان نحاجج بها الأمريكان والأوربيين والهندوس والبوذيين والوثنين وأصحاب باقي الديانات والمدارس السياسية والاجتماعية الاخرى, بل جاءت نتيجة لحس المسؤولية الحي والكبير في روح صاحبها واحتراما لرأي المرجعية الرشيدة , وان لم يكن هو المعني بها اصلا.
فمتى تأتي تلك الليلة التي يستفيق الاخ رئيس الوزراء من نشوء الحكم ويشعر بأخطائه المتكررة ونقراء في صحفنا الصباحية مانشيت بالخط العريض غدا يستقيل رئيس الوزراء.؟
1/5/516
https://telegram.me/buratha