المقالات

حكومة في اليد خير من السعي للمجهول

640 18:08:00 2012-05-17

أحمد مختار

قد يتناسى البعض المسار الطويل الذي قطعت الحكومة من الانتخابات وحتى تشكيل الحكومة حيث تصاعدت الخلافات بين الفرقاء السياسيين من أجل تلك القضية، ولم يتم تشكيل الحكومة إلاّ بشق الأنفس وإلا بعد أنّ بادر الأكراد لعقد مؤتمر أربيل، ومن مما لا ينسى موقف العراقية حين انسحبت من مجلس النواب رغم الجهد الطويل على أمل أن تفرض وجودها القوي من خلال تسمية الرئيس جلال طالباني رئيساً للجمهورية، وكما يبدو أنها أخطأت في التكتيك إذ سرعان ما تم التصويت عليه وسارت الأمور على غير ما يشتهون،مجريات الساحة السياسية العراقية تثبت بما لا يقبل الشك هذه الحقيقة بحيث وضعت الاتفاقات ليصل كل طرف من خلالها إلى ما يريده من الخصوم وليس إلى ماتضمنته متون الاتفاقية، بالفعل وليس بخافٍ على احد ما حصل من الشد والجذب بين القوى السياسية منذ تشكيل الحكومة وحتى الآن، فكما هو واضح أن بعض الفرقاء يجدون إن كل الأسلحة مباحة وان الكل يستطيعون أن يستخدمون ما يتمكنون من استخدامه من اجل إسقاط الآخرين ولا يوجد محذور ولا ممنوع ما دام يحقق الهدف.هذه المقدمة التي أوردناها تعكس الصورة التي تجسد حقيقة العملية السياسية بعض النظر عن مؤتمر أربيل أو الاجتماعات الثنائية أو المؤتمر الوطني فالكل يريد أن يربح والكلّ يريد الذرائع التي تبرر سلوكه السياسي وهذا طبعاً لا يوصل لحل وما دامت هذه الحالة سائدة فلا يمكن الخروج بنتائج سواء عن طريق المؤتمر الوطني أو عن طريق إسقاط الحومة وحتّى الانتخابات المبكرة لا الاختلاف وتشبث الفرقاء بمواقفهم واللجوء إلى المراوغة وتخطئة الآخرين واللجوء إلى الإعلام وتحريك الشارع يثبت سذاجة بعض السياسيين وارتباط البعض الآخر بأجندات خارجية وهؤلاء يلجئون إلى الاستقراء بالخارج وتجنيد بعض المحافل الإقليمية والدّولية لحسم الملفات الداخلية.وقد يغيب عن أذهان هؤلاء إن مسعاهم لو نجح فإنهم سيكونون بنفس موقف الخصم الذي تغلبوا عليه وان جميع الفرقاء الآخرين سيعملون من جديد على إرباكهم بنفس الطريقة التي مارسوها ضد الآخرين لتستمر اللعبة هذا إذا لم تخرج الأمور عن السيطرة وتسقط البلاد في دوامة خصوصا أن كثير ممن يحيطون بالعراق لا يريدون للعراق إن يستقر لان استقراره يعني تحوله إلى قوة إقليمية وهذا سوف لان يسهل عليهم أهدفهم التي لا تخفى على احدولهذا ليس من الصواب الدخول في دهاليز ليس من السهل الخروج منها وان أي سياسي عليه أن يفكر مرات قبل اللجوء إلى تغليب فكرة إسقاط الحكومة، وعليه أن يتذكر الأحداث التي حصلت مع بداية تشكيل الحكومة لان القوى هي نفسها وان المواقف لا تزال كما كانت كما أن خيار اللجوء إلى انتخابات مبكرة كخيار لا يختلف عن سابقه بل أنها تعيدنا إلى المربع الأول بل أن بعض الكتل التي كانت تصول وتجول بدت أكثر ضعفاً وتشتتاً منها في السابق،ومن الواضح أن هذا ناشئ عن نضج التجربة وتراكم الخبرة عند عدد من السياسيين وهذا يجب أن يستثمر في الخيار الصحيح وهو إنضاج الحالة العملية التي بين أيدينا مهما انطوت على سلبيات ومهما كان فيها ما يروق للبعض وان تفكير خارج على هذا الإطار يعنى المراهنة على المجهول.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2012-05-18
هذا الموقف تبسيط خطير للواقع، فما معنى السير للمجهول؟ هل يعقل ان المجاميع السياسية والاحزاب ليس لها امكانية ايجاد بديل؟ وأن العراق لم يتمكن من تكوين خبرة سياسية خلال هذه الفترة منذ السقوط وحتى الان؟ فالسلبيات يجب ان توضع تحت المجهر وتمحص وليس تأجيلها والاختفاء عنها بحجة عدم إمكانية حلها الان! ولماذا لايمكن حلها؟ المالكي نفسه سعى نحو المحاصصة ولولاها لم يصل للحكم! هل المالكي او أي سياسي اهم من حاجيات المجتمع المفروض انهم موظفون عند الشعب وليس العكس، ان هذه الاراء مرفوضة تماماً لمنافاتها للحق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك