المقالات

ثقافة الخصوم ومرحلة البلوغ .. ومتى نتقبل الرأي الآخر

574 12:55:00 2012-05-18

أسعد الناصر

كثيرا مانسمع بالحديث (خذ الحكمة من أفواه المجانين) ولعل هذا الحديث يعطي إنطباعا تصوريا عند الآخرين الذين يحملون الثقافة السطحية وأصحاب الأفق الضيق بأنه إجحاف بحق العقلاء والحكماء.أغلب المواقع السياسية والثقافية والفنية تجد في أعلى صفحتها الأولى أو أسفلها هذه العبارة أو لنسمها سيمفونية الترغيب (هذه المقالة تعبر عن رأي صاحبها أو كاتبها ولاتعبر عن رأي .....) أو بألفاظ أخرى وبنفس المضمون .مايشهده الميدان السياسي في العراق مابعد سقوط نظام البعث الفاشي حري بنا أن نقف عليه لعظمة الحدث وهو أن الحرية فتحت أبوابها وبكل أشكالها مما أسهم بفتح القنوات الفضائبة والصحف والمنتديات التابعة للأحزاب أو المستقلة ليحدث قفزة كبيرة في الميدان التثقيفي كلٌ لمتبنياته وإختيار المنهج والسياق الذي يُرّغب القراء والكتاب لكسب الكثير من متابعيه وأنصارهم وهذا جعل الحافزعند السياسيين أنفسهم أن يجتهدوا بالتصريحات وإطلاق المفردات والمصطلحات التي كانت غائبة في تلك الحقبة المظلمة والترويج لها من خلال النوافذ المرئية والسمعية والمقروءة لتحدد مصير التوجه والنهج الذي يتبنوه.اليوم ومن خلال تطور الأحداث السياسية والصراع على تثبيت أحقية كل من يراها مطابقة للدستور الذي ترك بعض الجوانب منه مبهمة وتفسر بآراء مختلفة نجد الكثير من الكتاب يحاولون المساهمة قي طرح المواضيع التي تتناسب مع حجم الحدث والتفسير إضافة إلى النقد البناء أوسلب صيغة النقد وتحويلها إلى تهجم وتسقيط للآخر وهذا الأسلوب منافي لأدبيات الكتابة .كثير من الكتاب عندما يحاولون النشر في بعض زوايا المواقع الإلكترونية للأحزاب السياسية أو المستقلة يجد أن مقاله قد حجب عن النشر وركن في الأرشيف أو في سلة المهملات بالرغم من صدقيته في التعامل مع الأحداث وبروح وطنية غير قابلة للخدش أو الطعن للآخر .الثقافة التي كانت في زمن النظام البعثي ثقافة تحديدية لها أطر خاصة تمنع من تسلل كل السياقات لحرية الكتاب وتراهم يكتبون في حلقة خاوية لاتمت إلى أي صلة للقلم ومداده وتجد كتاباتهم لاتصب ألا في إتجاه واحد وهو الرفع من شأنية النظام .من هذا المنطلق وبعد إستعادة العراق عافيته والإنفتاح على الآخر وتوجه الأقلام والكتاب لملأ الفراغ الذي طالما بقي ينتظر من يطرزه ظهرت حالة الرفض للآخر بالمعنى الإفتراضي وهو عدم ذكر الجهة أو الشخص في المنجز والقبول في الإخفاق وهذا يحجّم معالجة العطاء في الإستفادة من مشاركات الآخرين .قد نقول أن حالة البلوغ لم تنضج عند كثيرين من إخواننا في هضم النقد ممن لم ينتهجوا مسيرتهم وعليهم أن يبلغوا الحلم بفتح الحوار الأكثر نضوجا وإنفتاحا وتقبل ثقافة الخصوم ليس كمنهج بل للأكثر إستيعابا ونقاشا لتصبح لدينا رؤية واضحة لسياسات الآخرين .ختاما لما أريد قوله على المتخاصمين ولو بأقل الدرجات قبول الرأي الأخر للخصم ويكون التعليق للجهة المُنتقدة أختيار مايحلو لها لتكون إنطلاقة لقبول الرأي الأخر وبداية لمرحلة البلوغ والنضوج توسيع قاعدة الأقلام الحرة والإستفادة من طاقاتها وتشخيص مواطن الخلل.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك