المقالات

يشعلون الحرائق ويحاولون عبثاً إطفائها

602 16:02:00 2012-05-19

حيدر عباس النداوي

قبل اجراء الانتخابات النيابية الأخيرة وما أفرزته من تقارب في نتائج الكتل السياسيّة تحققت وقتها نبوءة من توقع أنّ تؤول المعركة الانتخابية الى ما انتهت إليه كمقدمة لمعركة طويلة من الصراع على المكاسب والنفوذ يكون الخاسر الأكبر فيها الشعب العراقي دون غيره.

وكان من بين توقعات النبوءة هو أنّ فترة تشكيل الحكومة سيستغرق وقتاً طويلاً جداً وهذا ما تحقق فعلاً، ولولا الصفقات المريبة التي فاحت رائحة نتانتها والضغط الخارجي لبقينا حتّى هذا اليوم في حالة من الديمقراطيّة المفتوحة وكان خلاصة النبوءة هو ان هذه الحكومة ستكون مشلولة وكسيحة وعاجزة ولن تقدم إلى الوطن والمواطن ما يجعلها في مصاف الحكومات الإنسانيّة على وجه الكرة الارضية.

ولا نحتاج هنا لدليل واقعي لإثبات صحة هذه النبوءة لأنها تحققت كمعطيات حقيقية على أرض الواقع بعد مرور أكثر من سنتين على تشكيل حكومة الشراكة الوطنية قولاً وليس فعلاً، وواقع الحال يغني عن المقال في كل مفصل من مفاصل الدّولة المنهار، ويبقى إثم هذه الأفعال على كل من ساهم في منح الحكومة الحالية مصل من جرعة الوجود والاستمرارية ولم يأخذ بالنصائح أو يلتزم بالعهود والمواثيق التي جمعته مع من تحالف معه قبل تشكيل الحكومة الحالية.

وقد يكون الموضوع الأغرب في كلّ جدليّة الصراع السياسي الدائر هذه الأيام هو أنّ كلّ الغاضبين اليوم على حكومة المالكي هم نفسهم الذين منحوها حق الوجود بينما يحاول من لم يمنحها فرصة إعادة التجربة المريرة السابقة بإيجاد فرص حقيقيّة لحلول تعالج اثم من هرولوا إلى أربيل ورفضوا طاولة بغداد المستديرة.

إنّ الواجب الاخلاقي والوطني يُحتم على كلّ الأطراف السياسيّة التي فضلت أربيل على بغداد لتكون مخرجاً لحل الأزمة السياسيّة عليهم اليوم واجب مضاعف من أجل إيجاد مخرج حقيقي للأزمة التي وضعوا أبناء العراق فيها بدل أنّ يشعلوا الحرائق ويحاولوا عبثاً أنّ يطفئوها بأربيل أخرى.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك