المقالات

نكران الذات لاخير في السياسة الخالية من الاخلاق

1401 16:48:00 2012-05-20

السيد حسين السيد هادي الصدر

من أروع الصفات الجميلة ،التي تكشف عن سمّو النفس وعلّوها ، نكرانُ الذات .انها الخصلة الدّاله على كنزٍ ثمين من المكارم والأخلاق الرفيعة ،بكل ما تنطوي عليه من طُهر ،ونقاء ،وتواضع ،وزهد بالمظاهر والعناوين والألقاب ......وانّ الفارق بين مَنَ يُضفي على نفسه من الألقاب والسمات ما يرتفع به عن مصاف كبار العظماء من البشر ،وبين مَنْ يكتفي بذكر اسمه مجرداً من كل الأوصاف والنعوت ،رغم استحقاقاته الكبيره لأرفعها واعلاها ، لكبير جداً .ان الفرق بينهما هو الفرق بين الداء والدواء ....!!!ان التناسب طرديٌ بين الذات العامرة بالفضائل والخصائص الباهرة ، وبين التوازن والاعتدال واطرّاح التضخيم والتفخيم ....وهذا هو سرُّ النجاحات الاجتماعيه التي يحرزها الأبرار ويقتحمون بها أسوار القلوب ان العظمات ، تنبعُ من الداخل عند اصحاب المنهج الأخلاقي القائم على اساس نكران الذات ، بينما تفتعل المزايا والسجايا ، وتصطنع اصطناعاً عند المولعين بأنفسهم ولا تكون المحصلّة النهائيه الاّ بائسة هزيلة . يقول الشاعر :يصنع الصانعون وَرْداً ولكنْزهرةُ الروض لا تُضَارَعُ شَكْلاً وتطفو على السطح ، في كل المجتمعات ، نماذج من المدرستين ، وفي كل الحقول والمجالات فهناك ادعياء العلم والثقافة والمعرفة والفنون .وهناك ادعياء الريادة السياسيه والاجتماعيه .وهناك ادعياء الوطنية والنضال المرير ....كما أنَّ هناك رموزاً لايرقى الشك الى أصالتها وفاعليتها في مضامير العلم والعمل الوطني والسياسي والخدمة الاجتماعيه ، تُؤْثر أن تكون بعيدة عن المزايدات والمزادات ....انها لاتشتري أماديح الناس ومواقفهم بالمال الحرام .وليس لها من يَضُّخُها ليل نهار ، في وسائل الأعلام ، وفي المحافل الخاصة والعامة ، وحسبها أنها تعمل في سبيل الله - وهو مطلع على كل شيء - من أجل الشعب والوطن ومصالحهما العليا .....فالمهم عندها العمل النافع ، لا الصيت الشائع ،وليست متورطة في عمليات التسقيط "لهذا أو ذاك ، فضلاً عن تورعها عن الاستحواذ على المال العام أو استغلال المنصب والمقام ...ان الأجواء المشحونة بسعار الصراع السياسي الاحترافي ، مُتعبةٌ مُرهقهٌ ، تثقل كاهل المخلصين الوطنيين بالمزيد من الأعباء وللأسف ، فان السنوات التسع الماضيه اقترنت بألوان من الممارسات ملأت القلوب غصصاً وأشجاناً ،ولا ندري متى يكون الخروج من النفق المظلم ؟!!نكران الذات يرتضي تقديم التنازلات ، وهو ما تعذّر الحصول عليه من قبل عامة السياسيين المتصارعين في الساحة العراقيه ..!!نكران الذات يقتضي الرضا بتقدم الآخرين ،بينما أوصدت المحاصصاتُ الأبواب على غير أهل تلك المحاصصات ...!!!نكران الذات :يعني مبادرتك الى الاستقاله متى ما رأيتَ من هو أصلح منك ، لا الاصرار على أزاحة كل المنافسين ..!!نكران الذات : يعني الاعتراف للآخرين بايجابياتهم ، لاسلبها عنهم والتركيز على سلبياتهم فقط ..!!نكران الذات : يعني أنك لاتسأل ابتداءً عن موقعك في الخارطة السياسية ولا يهمك ان تكون خارجها اذا كانت مصلحة الوطن تقتضي ذلك .ان المشكلة اليوم تتمثل في حسابات المواقع والمصالح الفئويه والحزبيه قبل حسابات الوطن والمواطنين وأين هذا من نكران الذات ؟لقد ارتضى المحترفون السياسيون بان تكون العلاقة بين السياسه والأخلاق علاقة تضاد وتناقض ، بينما الصحيح هو ان تكون السياسة مغموسة بعطر الاخلاق ، وان لا تخرج من اطارها وحدودها ان الازمة اذن هي أزمة أخلاق ومن هنا فاننا ندعو الى تكثيف المراعاة للعنصر الاخلاقي في العمل السياسي ، فالاخلاق هي التي تصون المجتمع من كل حيف وزيف ، حيث لا اختلاس ولا انتهاب للمال العام ، ولا تسقيط ولا أضرار بهذا القطب أو ذاك ، ولا تآمر على هذه الكتله أو تلك ، وانما هو التنافس المشروع ضمن الثوابت الوطنيه والاخلاقيه المعروفه .هذا هو الحل ، وان كان يبدو مثالياً صعب التطبيق .ان الانسان الصالح مفضّلٌ على الملائكة ، لانه استطاع ان ينتصر على شهواته، في حين أن الملائكة منزوعة الشهوات ان العنصر الأخلاقي يرفض كل الاجندات الخارجيه ، وينظر بعين الريبه الى كل ألوان الابتزاز والانحياز لغير الدين والشعب والوطن .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك