تشهد العملية السياسية وتجربة البلاد الديمقراطية الفتية منعطفا خطيرا ليس له ملامح واضحة سوى الذهاب باتجاه المجهول واثبات الوجود من قبل المتصارعين والنيل من الخصوم مع لغة جميلة يدعيها جميع المشاركين في حكومة الشراكة الوطنية وهو الخوف على مستقبل البلاد والرغبة في خدمة العباد.
وليس خاف على احد حجم النفاق والكذب الذي يظهر في الواقع اليومي بصورة ممارسات حقيقية لهؤلاء المدعين بالوطنية والنزاهة والإخلاص وهم يخوضون غمار خلق ألازمات والتفنن في صناعتها حتى أصبحت علامة بارزة في المشهد السياسي العراقي من اجل الحصول على مكاسب انية وحزبية وشخصية لان من يدعي الوطنية والنزاهة والإخلاص عليه ان يلقمنا بحجر ويثبت لنا صحة ادعاءاته في الخوف على مصالح هذا الشعب المغلوب .
كانت هناك امنيات من قبل المستضعفين وهي امنيات بسيطة جل حقيقتها هي لو ان جميع المعترضين الذي اجتمعوا في اربيل وعززوها بالنجف الاشرف جلدوا ذاتهم على سوء اختيارهم وسوء سلوكهم امام ناخبيهم يوم وقفوا بين الرفض المطلق والقبول الارعن بعد جلسة سمر ونهر تم بعدها اقتسام الكعكة والله خير الرازقين.
ان محاولة البعض تجاهل اخطاء الماضي القريب بكل صلافة امر يدعو الى السخرية والحزن في وقت واحد لاننا بمثل هذه العقول لن نتمكن من العبور الى الضفة الاخرى ولن نتمكن بكل الاحوال من بناء دولة حقيقية قادرة على توفير ابسط حقوق العيش على هذه الارض الغنية ولا تعنينا الكلمات المعسولة من ان هذه الاجتماعات هي لمصلحة العراق والعراقيين لان رائحة عفونتها وصلت الينا بعد ان تعودنا على استنشاقها مع رائحة الموت والفساد والخداع طيلة السنوات الماضية.
بعد اجتماع النجف خفت الحديث عن الاجتماع الوطني رغم انه الفرصة الاخير لمعالجة الازمات وحل المشاكل العالقة وبات وكأن من يطالب به يتاخر ركب النجفيين المتأربيلين الذين دبروا امرا بليل قد يعصف بكل ما تم بناءه.
لا زلنا نعتقد ان الاجتماع الوطني فرصة جيدة ومحاولة حقيقية لحل المشاكل المستعصية بالاضافة الى انه معاينة عن قرب لكل العلل والأوجاع والأورام الخبيثة في جسد الدولة العراقية الفتية ومن خلال الاجتماع الوطني وبالاجتماع الوطني طبعا بمشاركة جميع الكتل السياسية ربما يمكن الاقتراب والوصول الى الحلول اما الاجتماعات الثنائية والثلاثية وحتى الرباعية والخماسية لن تزيد المشهد السياسي الا تعقيدا.
اتمنى ان يكون الجميع على قدر المسؤولية وان يعتبروا الاجتماع الوطني والاتفاقيات المعقودة التي لاتتعارض مع الدستور والتنازلات المتبادلة فرصة اخيرة قبل اقامة صلاة الغائب على روح الاجتماع الوطني والدخول في نفق مظلم لم يتم الاستعداد لقهر ظلامه.
12/5/
https://telegram.me/buratha