دعوة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لعدد من المحللين الإعلاميين الأمريكان المؤثرين في الساحة السياسية والإعلامية لزيارة العاصمة بغداد الأسبوع المقبل لإيضاح صورة الحكم في العراق ونقلها لدول العالم ... أثارت العديد من الشكوك والارتياب حول مغزى هذه الدعوة وتساؤلات مشروعة لما الاستنجاد بهذه الأسماء اليهودية المتصهينة تحديدا ... وهي التي هندسة لاحتلال العراق وتدميره؟ وما الذي يستطيع هؤلاء من تقديمه للعراق ولا يستطيع العراقيون من تقديمه؟
ربما كان قلق المالكي من تصويره في وسائل الإعلام الأمريكية كزعيم مستبد يهدف إلى تعزيز سلطته في العراق دعاه لدعوة هذه الشخصيات الإعلامية الأميركية المؤثرة لزيارة بغداد واستمالتهم بما عرف عنه من كرم حاتمي لتزييف الحقائق ورسم صورة وردية حالمة كما يتمناها السيد المالكي أن تكون.
ولربما تكون هذه الأسماء قد تمت تزكيتهم من مستشاري السوء وطرحت أمام السيد المالكي دون علم منه وهنا من الواجب أن نبين حقيقة هؤلاء المدعوين الذين لا يمكن بأي حال من الأحوال الوثوق بهم أو بتحليلاتهم وكل ما يصدر عنهم هو الخراب بعينه ... فهذه الدعوة قدمت (لكينيث بولاك) الذي عمل محللا في ((CIA والآن يعمل في معهد حاييم صبان الصهيوني التابع لمعهد (بروكنجنز) وصبان هذا هو المساهم الأكبر ومن المؤسسين لقناة الجزيرة القطرية ... وكان (بولاك) من اشد المتحمسين لغزو العراق وقد نشر كتابا في 2002 يقدم فيه المبررات التي تدعو لتدمير العراق ... ارتبط اسمه في فضيحة التجسس لمنظمة الايباك الأمريكية الصهيونية وهي الفضيحة التي قيل إن (بولاك) قدم معلومات سرية أمريكية لعضوين في الايباك. أي انه يتجسس حتى على بلده لصالح الصهيونية ... وفي نفس العام 2007 انشأ الصهيوني حاييم صبان (مركز الدوحة بروكنغز/ Brookings Doha Centre) وهو مشروع من مشاريع مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط ويعنى بالبحث حول القضايا الاجتماعية الاقتصادية والجيوبولتكية التي تواجه دول ومجتمعات الأغلبية الإسلامية ويشجع على زيادة الحوار بين صناع القرار من الولايات المتحدة والعالم الإسلامي والمركز تموله دولة قطر (وزارة خارجيتها) ومعهد بروكنغز أعلن عن إنشاء في تشرين أول 2007 وافتتح في 17 شباط 2008 بطلب من حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري ويرأسه هو ومجموعة كبير من الصهاينة مثل (أولبرايت) و(بريجينسكي) من الذين تحتفظ معهم الذاكرة العراقية بكل ما حل بالعراق من مجاعات وأوبئة في سني الحصار الاقتصادي الظالم بحق الشعب العراقي.
أما (دانيلا بليتكا) فكانت من اشد المؤيدين لغزو العراق وترتبط مع العديد من الساسة العراقيين الذين قدموا مع الاحتلال بعلاقات صداقة وطيدة (وقد يكونوا هؤلاء الأصدقاء هم من طرح هذه الفكرة ورشح هذه الأسماء) ... بدأت حياتها العملية في العمل في الكيان الصهيوني كمراسلة لصحف أمريكية وتشغل ألان منصب نائبة رئيس معهد انتربرايز الأمريكي. كانت عضوه في لجنة تحرير العراق (احتلال العراق) المكونة من عتاة المتطرفين اليهود أو الكاثوليك المتصهينين أمثال كيري ومكين وليبرمان وبرنار لويس المؤرخ الصهيوني المعروف بحقده على العرب والمسلمين(والقائمة تطول ولكن هذه عينة منهم).
أما (جوست هلترمان) فهو صهيوني يدعي انه صديق للأكراد وأكثر كتاباته عنهم. اشتهر بكتاب عن (قصف حلبجة بالغاز) وفي حقيقة الأمر فان كتاباته تنشر الحقد والكراهية بين العرب والأكراد ويغذي النزعة الانفصالية لديهم وهو نائب مدير مجموعة الأزمات الدولية (منظمة صهيونية تخلق الأزمات في العالم وتمولها الحكومات الغربية و جورج سوروس وفي عضويتها صهاينة إسرائيليون وأمريكان).
فما هي الفائدة التي يتوخاها المالكي من مجموعة من الجواسيس من الذين ساهموا في وضع الإستراتيجيات اللازمة لاحتلال العراق وتدميره؟ فالجواسيس كما هو معلوم يقدموا خدماتهم إما لبلدانهم أو لمن يدفع أكثر وبما إن المدعوين ليسوا بعراقيين فإننا نخشى ما نخشاه أن يغرف المالكي من بحر لا ينضب من المال العام مقابل تجميل صورته والنفخ في أوداجه وما نخشاه أكثر وهو ما يمكن تحقيقه بسهولة ويسر مع المالكي هو في استدراجه للسير في ذات الطريق الذي سار فيه عتاة الحكام الاستبداديين من الذين عزلوا أنفسهم عن شعوبهم في عالم افتراضي صنعته عينات مشابهة لهذه العينة التي دعاها المالكي وامسكوا في تلابيب الحكم
10/5/522
https://telegram.me/buratha