الشيخ حسن الراشد
ما من نشك ان اي توتر في العلاقات الامريكية الايرانية له انعكاساته وتداعياته على مجمل الاوضاع في المنطقة وخاصة في العراق ‘وما من شك ان هناك ايادي كثيرة تسعى من خلف الكواليس لزيادة الاحتقان في العلاقان الامريكية الايرانية لاغراض دنيئة واهداف خبيثة تخدم اجندتها غير الشريفة والهادفة لتدمير المنطقة وادخالها في اتون الصراعات والنزاعات الطائفية والقومية وحتى المناطقية ..
قبل عدة سنوات عندما اقترح المرحوم الفقيد حجة الاسلام العلامة عبد العزيز الحكيم بعقد اجتماع في بغداد يجمع بين الامريكيين والايرانيين لقي اصداء ايجابية في اوساط العراقيين وقد رحب به اكثر الموالين للعراق الجديد وفرح به من تعرض ابناءه ووطنه وشعبه لهجمة الارهاب الاعرابية هذا الاجتماع الذي تكلل في البداية بالنجاح بعد ان وافق الايرانيون والامريكيون على الجلوس اطراف الطاولة المستديرة وقد لقي ذلك الاجتماع ترحيبا واسعا وكان حقا بمباركة السيد الفقيد عبد العزيز الحكيم وما لبث ان خرجت اصوات نكرة وشاذة تدعوا الى وقف تلك الاجتماعات فيما ذهب البعثيون والحاقدين على العراق وعملاء ال سعود بشن حملة اعلامية وسياسية ضد هذا التوجه الذي لو كان قد استمر لتجنب العراق كو ارث كثيرة ولعم الاستقرار المنطقة ولولى الارهابيون الدبر من يومه الا ان الاعراب افشلوا ذلك الاجتماع الذي لم يستمر الا لعدة مرات وكان خجولا بفعل ضغوط الاعلام وحملة الاعراب حيث اعتبره الطائفيون وعملاء ال سعود موجه ضدهم وان الاطراف المعنية سوف تتفق فيما بينها على حساب مصالح ما يدعون مكون اساسي في المجتع العراقي فيما ال سعود وحكام المنطقة كان القلق يساورهم من ان يؤدي اي اتفاق ايراني امريكي عراقي لتهميشهم وافشال مخططاتهم الارهابية والطائفية .المراقبون على يقين ان التوتر في العلاقات الامريكية الايرانية يستغله الارهابيون وحكام المستبدون لزرع الفتن والقلاقل وحالة عدم الاستقرار في المنطقة فهم بحجة ان اي توافق ايراني امريكي عراقي لن يكون بمنأى عن استحقاقات سياسية على الاصعدة المختلفة وخاصة الاستحقاقات الداخلية لبلدان تقع شعوبها تحت مذلة الحكام والطغاة خصوصا في منطقة الخليج "الفارسي الاسلامي" لذلك ارتاوا في السابق وفي الحاضر ان اي عرقلة لـ "تقارب امريكي ايراني" وضرب اي توجه في هذا المنحى هو لصالح اجندتهم الطائفية والتخريبية والارهابية ..
الاجتماع المزمع عقده غدا في بغداد سوف يكون حاسما وفرصة جديدة وثمينة للحكومة العراقية لاستغلالها على هامشه للجمع بين الطرفين الامريكي والايراني من اجل نزع فتيل الشقاق والعداء وتحكيم العقل وزرع نوع من التوافق على ملفات المنطقة يعطي لكل طرف حقه وطلباته وبالتالي يتم تفويت الفرصة على الارهابيين وداعميهم وخاصة ال سعود ونظم الحكم الفاشية في المنطقة كي لا يهنئوا في مخططاتهم ولا يصطادوا باستمرار من ماء العكر لتمرير اجندتهم .. نحن نعلم ان الاسرائليين لهم دور ايضا في توتير العلاقات بين الايرانيين والامريكان وانهم عبر ضغوط ال سعود وحكام الخليج يسعون لمنع اي توافق ايجابي يؤدي الى تقارب بين الطرفين فهم يسعون باستمرار لعرقلة ذلك وتحت ذرائع وهمية مثل الملف النووي الذي لا يشك احد ان الايرانيين نواياهم سلمية وان دولتهم لم تكن في يوما من الايام دولة معتدية ولا انها شنت حروب على شعوب المنطقة بعكس الاعراب وتاريخهم المليئ بالغزوات والاعتدءات وحروب وارهاب له اول وليس له اخر ..
لذلك نرى من العقل ان يجلس الفرقاء جميعا غدا وبعد جلسة 5+1 على هامش المؤتمر وذلك اللقاء لبحث الامور المختلفة ومناقشة اسباب الخلاف ومحاولة لفتح صفحة جديدة تفوت الفرصة على الارهابيين والمتطرفين في المنطقة يخرجوا بنتائج ايجابية تكون لصالح الجميع .
https://telegram.me/buratha