الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
بمناسبة ذكرى وفاة السيد روح الله الموسوي الخميني {قدسره} أقف كثيرا عند هذا الرجل وفي كل مناسبة لرجال مسلمين عظام ، غير إن للسيد الخميني رحمه الله لونا خاصا في حياتنا نحن أبناء الجيل الذي عشنا تفاصيل حلوة ومرة روضت أنفسنا على تحمل المشاق والثبات على العقيدة في ظروف الخوف الذي أحدثه زلزال الفكر الخميني في الواقع العربي الإسلامي .. الخميني رجل يستحق أن نكتب عنه لأنه مّعلماً فكريا وقائدا ثوريا أرعب الطواغيت في كل ارضِ ظلم فيها الإنسان ،خاصةً أبناء الجنوب العراقي الذي تحمل ثقل الهجمة البعثية المسنودة من دول الخليج التي حاولت بكل جهدها إطفاء نور العمامة والقضاء على إشعاعها النووي .. في هذه المناسبة أجدني أذكر قول الله عز وجل مخاطباً نفسَ الأولياء الأتقياء: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).{ العمامة النووية }التي كان يرتديها الإمام الخميني رحمه الله اسم على فعل ، لا أقول هذا جزافا ، فكل الحوادث الكبرى التي غيرت المجتمع وتركت أثاراً لا تمحى من الذاكرة ، وتحملت ثقل القيادة هي العمائم الشريفة، وأول عمامة غيرت التاريخ هي عمامة سيدنا محمد {ص} الذي لا زال وسيبقى يقود الأمة ويبقى صوت الله اكبر في الأرض ، وعمامة أمير المؤمنين {ع} التي أحدثت برزخا كبيرا بين الحق والباطل وعرف من خلالها المؤمنون حقيقة الدين وصدق منهجية القادة الحقيقيين ، وفي التاريخ الحديث قادت عمامة السيد محمد تقي الشيرازي ثورة العشرين في العراق تلك الثورة التي أسست حكومة وطنية في تاريخ عراقنا الحبيب.. وبعد نجاح ثورة تموز 1958 جاء المد الأحمر ليجرف الثوابت الدينية والاجتماعية في العراق ..جاء ليقلع الدين من نفوس المسلمين .. وقفت عمامة السيد محسن الحكيم {قدسره}تقود عملية أصلاح الأمة وتصدت للتيار الأحمر ورمتهم في مزبلة التاريخ.. وحين تمادى شاه إيران المقبور في ظلمه وقرر البقاء في السلطة دون انتخاب رئيساً للدولة ،وتفنن في الانحراف وسرقة أموال الشعب ، وتجاوز على التشريع الديني ..كانت عمامة السيد روح الله الموسوي الخميني رحمه الله في مقدمة المتصدين للظلم البهلوي.. جاء الإمام ليؤسس بدلا عن النظام الطاغوتي نظاما إسلاميا يتبنى مبدأ ولاية الفقيه في قيادة الأمة .وفي العراق أحدثت عمامة السيد محمد باقر الصدر{قدسره} وعدد من طلابه زلزالا تحت كراسي حزب البعث المقبور ، ولا زلنا نعيش تفاصيل قيادة العمائم النووية في يومنا هذا مقابل المد التكفيري والمخططات الأمريكية الإسرائيلية وأذنابهم الرؤساء العملاء في المنطقة العربية والخليج.... لا زالت الإشعاعات النووية تنبعث من عمامة السيد الخميني رحمه الله لتبني مجداً وعزاً للمسلمين .. أشعاع عمامةِ ظهرت في لبنان تقود حزب الله المجاهد وتقضي على أحلام اليهود الصهاينة وأسيادهم في واشنطن وتل أبيب .. انه السيد حسن نصر الله القائد المسلم الذي دخل التاريخ الحديث وهو {أول قائد يرتدي العمامة يهزم إسرائيل وأمريكا} في حرب استمرت فترة تزيد على حرب قادها حكام عرب لعشر دول عربية عام 1967 بأربعة مرات .. هناك حرب الأيام الستة .. وحزب الله يقاتل وحده في الميدان أكثر من شهر وينتصر .. تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية لوقف القتال لإنقاذ ماء وجه إسرائيل الذي تمرغ بالوحل بفعل ضربات المقاومة اللبنانية.وبعد الربيع العربي وتأسيس الديمقراطية المزعومة في مصر يزور الشيخ علي الكوراني القاهرة ويلقي محاضرتين في بلد الفن والثقافة والأدب والإبداع والتأليف .. الأولى عن أهمية إحياء ذكرى شهادة الحسين{ع} والثانية تحدث عن الفكرة المهدوية ونسب الإمام المهدي {عج} على أثرها دخلت المؤسسات السلفية التكفيرية حالة إنذار قصوى . اجتمع رجال الدين في الأزهر الشريف وجمعية السادة الأشراف في مصر يصرخون في فضائياتهم يعلنون خوفهم من العمامة الشيعية .!!، علماء الأزهر يصدرون بيانا يطالبون فيه منع بناء وتأسيس الحسينيات في مصر , ومنع التعبد وفق مذهب أهل البيت{ع}..!! هذا التأثير للعمائم ليس مرعبا في مصر أو العراق ولبنان فقط .. حكام الخليج العربي يرتجفون رعبا حين تقدمت العمامة في البحرين لتضع حداً لطغيان آل خليفة المتسلطين على رقاب الشعب البحريني .. لم نسمع في التاريخ أن قدمت المملكة السعودية جنديا واحدا أو تبرعت ببندقية واحدة لمساندة الأخوة في غزة أو الضفة الغربية حين تدك طائرات إسرائيل بيوت المزارعين وتقتل الأطفال والنساء وتستخدم احدث الأسلحة الفسفورية الحارقة ضد المسلمين العُزل في غزة..ولكنهم دفعوا ثقلهم العسكري والمادي وكل إمكانيات المملكة السعودية حين تصدت العمامة في البحرين لقيادة ثورة الأكثرية المطالبة بحقوقها الإنسانية في دوار اللؤلؤة الخالد.. تقدمت قوات آل سعود المرتعبة لتقطع مئات الكيلو مترات لتقاتل شعبا اعزلا وتستأسد على النساء والأطفال والعزل ، في الوقت الذي يتمرغ فيه قادتهم على موائد الأمريكيون والإسرائيليون ..وفي اليمن حيث قاتل الحوثيون تحت عمامة شيعية استلهمت فكرها وموقفها من عمائم لونت التاريخ بمواقف لا ينساها الاصطلاء أصحاب المواقف الرجولية . وفي مقدمة تلك العمائم صاحب الذكرى السيد روح الله الموسوي الخميني {قدسره} لذا يحق لنا أن نقول إن هذه العمائم قائدة للتغير نحو الحرية والانعتاق من الذل .. وسيبقى روح الله الموسوي الخميني خالدا ما بقي الأحرار والثوار يستلهمون شذى الفكر من نبع الإسلام وقيادة عمامة رسول الله {ص} وال بيته المعصومين..
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha