خضير العواد
في وطني تنقلب الموازين ويرى العالم صورته مقلوبة وتنقلب فيه الحقائق وتتزيف فيه الثوابت ، بعد غزو الكويت حشّد العالم كل طاقاته ورفع راية التغير ملوك العرب وصمموا على قلب النظام وإزاحة صدام من كرسي الحكم لينقذوا شعب العراق من أعتى دكتاتور عرفته البشرية ، وبعد تقهقر جيش العراق وخروج الشعب مناديا بالحرية وإسقاط النظام وأظهروا ما بقلوبهم من شعارات وصرخات وهيهات منا الذلة ويالثارات الحسين (ع) ،رعشت من الخوف هامات العرب وبدل إستقبال المنتفضين بالورود والهلاهل لكسرهم حاجز الخوف وبتشجيعهم خرج الشعب أعطوا الضوء الأخضر لصدام وبدأ بحصد البشر وأنقلب الأمر من إسقاط النظام الى إسقاط الشعب ومن حرية التعبير الى حرية الدكتاتور بإستعمال السلاح ، ونكّس نصب الحرية مشعله في نيويورك وأغمض العينين حتى لا يرى كيف تقتل الشعوب تحت أنظار جيوشه التي تنادي بحرية الشعوب ، وعوقب الشعب بالحصار والجوع من أجل شخص بإمكان الغرب التخلص منه بطرفة عين ولكن إنساننا لايحسب من البشر وفي خططهم لايعد من الخسائر فأن قتل أو لم يقتل سواء، فغايتهم إضعاف العراق بلد الحضارة والتراث والذي يسبح على بحر من النفط والغاز والأرض التي ستغير العالم في أخر المطاف ، وبعد التغير وسقوط المجرم صدام بدأ التأسيس لنظام الحكم في العراق فكانت الديمقراطية هي الهدف وكتابة الدستور وإستقلال القضاء ، ففي جميع العالم المنتصر في الإنتخابات يقود البلد والخاسر يصبح معارض في البرلمان إلا العراق الكل يشارك في الحكم والجميع يجلس معارض في البرلمان ، في الحكومات الفدرالية الأقاليم تعطي الولاء لمركز الحكم إلا العراق يريد إقليم كردستان أن تنفذ بغداد جميع طلباته وبدون نقاش وتعطي بكامل ولائها لأربيل ، وظيفة كبار المسؤولين في الحكومات حماية مصالح الشعب والسهر على راحتهم وفي وطني من يقتل الشعب هو نائب الرئيس ويساعده في الأمر رفاقه من القادة ومن يحميهم ويدافع عنهم كل من يدّعي وينادي بسلامة الشعوب كالبرزاني وعلاوي ويدعمهم قائد الديمقراطية في المنطقة رئيس الترك أردوغان ومن خلفه الملك عبد الله وبجانبه أمير قطر حمد المهان ، في بلاد الدنيا المجرم ذليل ويعاني من العذاب وراء القضبان إلا بلدي فالمجرم يقود السجّان ويذله ومتى يشاء يخرج وبدون عناء ، عندما يمر أي شعب بأزمة ما يتحد الجميع ويقف وراء حكومته لكي يخرجوا أقوياء إلا العراق فأكثر قادته تفتعل الإزمات لكي تضعف الحكومة وتضغط عليها وتبتزها من أجل الحصول على مكتسبات أنانية وشخصية وتارةً قومية وحزبية وليذهب الشعب الى الحجيم ، كل ما يفيد الشعب تمنعه الأحزاب حتى لا يذهب في مصلحة من يقف وراءه ويتبناه فالجميع يمنع عمل الجميع وبفعلهم هذا الخاسر الأكبر هو الشعب ومن يعذبه هم قادة البلد ، بعد تشكيل الحكومة تنظر الشعوب الى إنجازات حكوماتها وما عملت من مشاريع لخدمتها وفي العراق بعد تشكيل الحكومة تبدأ النقاشات والمؤامرات لسحب الثقة وإفشال الحكومة التي يشارك فيها جميع المتأمرين حتى لا تقدم شئ من الإنجازات ، في الأنظمة الديمقراطية يناقش البرلمان كل المشاكل حتى يخرج بالحلول وفي بلدي تصبح البيوت محل الإجتماعات وتبادل وجهات النظر وأما البرلمان فيترك للتصريحات وتبادل الإتهامات ، في البلدان تصبح العواصم محل الإجتماعات وتبادل الأراء وملتقى كل من يريد الخير لشعبه والأوطان أم بلدي فالعاصمة قد هجرت وأصبح الإجتماع فيها من الهوان فأنتقلت إجتماعات القادة الى المحافظات لأنهم كما يدّعون يريدون وحدة العراق والخير لشعبه المنكوب بهم من كثرت مفاوضاتهم التي لم تنتهي منذ أن سقط الصنم صدام ، هذا هو بلدي كل شئ فيه مقلوب وغريب عن إخوته من البلدان التي تقودها الحكومات التي تكونت عبر صناديق الإنتخابات .
https://telegram.me/buratha