خميس البدر
مع حلول الأول من رجب تختلط المشاعر وتزدحم الأحاسيس والتي اقل ما يقال عنها صادقة, وبعد مرور تسعة سنين, وعام بعد عام يبقى ذكر شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) طود شامخ وسفر خلود وعنوان تضحية وقائد مسيرة وقائد ثورة وصانع, أوصاف ليست بعيدة عنه لكنها لن تفي حقه فاللسان يعجز والكلمات تخجل والأقلام ترتعش وتتلعثم المعاني فالخطيب المفوه خضب بدمه والفقيه الملتزم والعالم الرباني قد فقد ليثم الدين ثلمة لايسدها غيره ولا يعوضها الا هو. نستذكر في مثل هذا اليوم ذكرى شهيد المحراب والذي يعد فعلا يوما للشهيد العراقي وهو من أمضى حياته كل حياته في سبيل قضية وحمل هم شعب جاهد وناضل وبذل كل غالي ونفيس لأجل دين وليحيى مذهب, حورب وعذب وسجن وهجر وضايقه الكثير, حاول إسقاطه المدعين وناوئه المتزلفين, وحسده انصاف العلماء, باركه العلماء وسانده الاوفياء وأحبه الفقراء, نعم أحبه الفقراء المحرومين المضطهدين, لم ينس احد لم يقصر يوما بحق احد, الا بحق نفسه أعطى الجميع ولم يأخذ شئ الا الذى على جسده الطاهر, ومرضاة الله التي كانت غايته. فهل سنكون بمستوى كل ذلك العطاء ؟؟ دموعك لازالت تنساب وتتدفق سيدي وثغرك الباسم يتراى لي كلماتك ترن في إذني خطابك الجهوري, أياديك الكريمة وشيبتك الطاهرة سريرتك النقية يا اباصادق, هي من جعلتني أراك رغم وجود الجميع صدقك وعملك وثقتك بالله هو من جعلني اصبر الى اليوم على كل المحن, وان كانت المصائب تترادف والمشاكل تتحالف والمحرومية تزداد, لكن وان طال الزمن وان كانت تسع سنين فهي تسع سنين, والدمع لم يجف, تسع سنين, والقلب لم يكف عن الاضطراب, تسع سنين, وأنت باق تسع سنين, وأنت أنت كما كنت ذاك الحكيم كما كنت نفس الحكيم كما أنت أنت الحكيم, صعدت الى السماء وبقينا, ربما لايعرفك الباقون, لكنه جهل بشخص عرفه طريق كربلاء وسار مسير الحسين عليه السلام واحتضنه امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ليقترن اسمك باسمه, لتكن قربانا لما أمنت وفداء وشهيدا للمحراب .
https://telegram.me/buratha