وسمي المولى
مع ان السلطة البائدة اهملت جميع مفاصل الحياة وعطلت الطاقات الابداعية المنتجة وركزت على الانتاج الحربي مسخرة الاموال والعقول والسواعد اشباعا لنزوات القائد الضرورة ودعما لسياساته الهوجاء وغطرسته وتحقيقا لاحلامه الزائفه وجنونه التي جرت على العراق المزيد من الويلات واذاقت شعبه الجوع والاذلال والهوان قبل ان تطحنه الة الحروب والمقابر الجماعية وتعيده الى حياة الكهوف ، مع ان الاهمال شمل قطاعات الصناعة والتجارة والصحة والتربية والتعليم والثقافة والرياضة والفنون .. الاّ ان قطاع الزراعة والري نال النصيب الاوفر من الاهمال والتضييع حد الموت . ولم تكن حال الزراعة بأفضل بعد سقوط السلطة الغاشمة ان لم تكن باسوء حيث تكثفت جهود الحكومة حول الملف الامني وانصبت الجهود على اعادة الاستقرار ومعالجة تردي الخدمات وتداعيات سقوط النظام البائد. الأمر الذي ادى الى تحول مساحات واسعة من الاراضي الزراعية الى بور بسبب شحة المياه وكثرة البزل وقلة الاسمدة ما دفع معظم الفلاحين والمزارعين الى هجر مناطقهم والبحث عن اعمال وحرف اخرى للعيش ،ونتيجة شحة المحاصيل الزراعية فتحت الابواب مشرعة لدخول المحاصيل المستوردة وباسعار تنافسية واقل بكثير من اسعار المنتجات العراقية ما اضاف اعباءا اخرى على الفلاح العراقي وادخله حالة اليأس والاحباط . ما يدعوللاسف ان بلدان الخليج الصحراوية العديمة الانهاراخذت تستصلح الصحاري وتؤهلها للزراعة وتحلي مياه البحار لسقايتها ثم لتنتج مالذ وطاب من الخضراوات في وقت تتحول فيه سهول الرافدين الرسوبية الى صحارى قاحلة ويتحول رافداه الى جدولين لايسدان حاجة السكان للشرب .الحكومة مدعوة لأعادة الثقة للفلاحين والمزارعين من خلال تبني مشاريع استصلاح وري واسعة ومتطورة وتزويد الفلاحين بالاسمدة والسلف المالية ومضخات الماء ، وكذلك تفعيل انظمة مكافحة الحشرات والامراض الزراعية والحيوانية .وتنظيم تجارة استيراد الفواكه والخضراوات ومنع استيراد الانواع المتوفرة في العراق .
https://telegram.me/buratha