المقالات

مبادئ شهيد المحراب لخدمة الوطن والمواطن

555 14:29:00 2012-05-23

مصطفى شاوي

شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس) قائد المعارضة العراقية ايام النظام المقبور بكل أطيافها ومكوناتها وأعراقها وكان الملهم والقائد للمجاهدين ضد نظام الطاغية وسلطته الظالمة , وصاحب الدور الكبير في تحشيد المجتمع الدولي بتخليص العراقيين وتحريرهم من نظام الطاغية , وتحقق النصر وأزيح عن العراقيين اكبر دكتاتورية عرفها العراق , لقد عانوا العراقيين من مخلفات النظام البائد من دمار وخراب وفقر وغياب الأمان بل أصبح العراق عبارة عن ثكنة عسكرية .وهنا كان دور شهيد المحراب (قدس) للنهوض من خلال وضع الرؤى والمنهاج الصحيح لتقدم العراق نحو الديمقراطية وبناء الدولة المدنية التي تخدم الوطن والمواطن , ولكن في الثلاثين من آب 2003، صدم العالم الاسلامي بانطفاء نور من الانوار المحمدية الاصيلة، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، فبعد انتهائه من صلاة الجمعة وخروجه من الصحن الحيدري الشريف تعرض موكب سماحته لعملية تفجير قام بها القتلة بواسطة سيارة مفخخة أدت الى استشهاده وتناثر اشلاء جسده الطاهر، ظناً منهم، ان المسيرة الحسينية ستنكفئ وتتهاوى، لكنهم نسوا او تناسوا ان الشهيد الحكيم حي في ضمائر وقلوب المؤمنين المخلصين، وان دمه الطاهر سيكون شعلة وضاءة يقتبس منها الأحرار, آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ولد في الخامس والعشرين من جمادى الأولى عام 1358 هـ - 1939م، وفي مدينة النجف الأشرف مركز المرجعية الدينية شاء الله ان يطلَّ على الدنيا شهيدنا المعظم آية الله العظمى المجاهد السيد محمد باقر الحكيم ليكون الولد الخامس والابن البار لمرجع الطائفة الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم، وينتمي (شهيد المحراب) إلى أسرة امتازت بحبها للعلم والعمل واتسمّت بالإخلاص والتقوى فبرز الكثير من رجالها في ميادين العلم يغذون المعارف بنتاجاتهم ويسيرون على الصراط المستقيم بورعهم، منهم جد الشهيد السيد مهدي الحكيم الذي نبغ في العلم حتى أصبح أحد المجتهدين اللذين يشار لهم بالبنان وتورّع عن المحارم فكانت كلمة المقدّس رفيقة لاسمه، وينتهي نسب (آل الحكيم) إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن طريق ولده الحسن المثنى.ونحن في هذا اليوم نستذكر شهيد المحراب (قدس) بألم شديد وفي مرحلة صعبة يعيشها المواطن العراقي وخصوصاً ما نراه من صراع بين الكتل السياسية لذلك نذكرهم بالمبادئ الخمسة التي وضعها مهندس السيادة الوطنية وهي أركان أساسية للنظام الجديد نستعرضها عسى ان يتعض الفر قاء السياسيين بها:• الركن الأول : أرادة الشعب العراقي ان يكون هذا النظام منبثق عن أرادة الشعب العراقي , بحيث يساهم العراقيين بانتخابات حرة نزيهة بانتخاب حاكم او حكم , وهو الذي يعبر عنه بالمصطلحات السياسية ب( الديمقراطية).من هذا الركن أكد شهيد المحراب على الانتخابات وهذا ما دعت المرجعية الرشيدة اليه.• الركن الثاني : هوية العراق وشعبه الإسلام لا بد ان يكون الإسلام ركناً أساسيا ولا يمكن التنازل عنه مهما استخدمنا من مصطلحات , وهو ركن يرتبط بهوية الشعب .الشعب العراقي مختلف الأعراق ,من عرب وكرد وتركمان وفرس وأعراق أخرى , كما توجد في العراق مذاهب فيه السني والشيعي ,وطبقات مختلفة في مستواها وأوضاعها , والجامع الذي هؤلاء العراقيين حتى المسيحيين هو الإسلام .• الركن الثالث : خصائص الشعب العراقي من حق الكردي ان تحترم ثقافته , ومن حق العربي ان تحترم ثقافته , ومن حق الشيعي ان تحترم ثقافته ومذهبه في المناطق الشيعية وأن تدرس في مدارسهم ويعلم أبنائهم أيضاً ,كما من حق السني أيضا احترام ثقافته في مناطق البلاد , والمسيحي في مدارسه ومجتمعاته , هذه الخصائص والمكونات لا بد أخذها بنظر الاعتبار في الحكم المستقبلي .وهذا ما حصل فعلاً من تأسيس مجلس حكم يضم جميع أطياف الشعب العراقي وبرمان وحكومة عراقية منتخبة الى يومنا هذا يتمتع العراق ببرلمان وحكومة متعددة الأطياف والقوميات .• الركن الرابع : وحدة تراب وشعب العراق نحن ندعو الى عراق واحد ومكون واحد وشعب واحد وأرض واحدة ولا نسمح ولا نقبل ان يتجزأ العراق او يتفكك او يصبح دويلات .وقد شدد شهيد المحراب (قدس) على الفدراليات الذي يمثل الحل الصحيح ولكن بطريقة تعبر عن المضامين والخصوصيات وهو نظام معرف في العالم .وهذا ما تحقق فعلاً في بداية الأمر من خلال الرؤيا الصحيحة التي كانت لدى شهيد المحراب (قدس ) والأهداف المرسومة ومن خلال تأكيده على المرجعية وضرورة الالتفاف حولها ,وقد كان لديه تعامل خاص حيث تعامل بحرفيه عالية ودقة من خلال إصراره على إن يكون الحكم للعراقيين وهم الذين يقررون مصيرهم والدستور يخط بيد العراقيين والجيش العراقي جيش الشعب والوطن , جيش جديد يؤسسه المخلصون لا ان يكون جيش يضرب بها العراقيون ويقمعون .لقد وضع شهيد المحراب (قدس) الخطة الإستراتيجية الكاملة ورسم طريق العملية السياسية , لقد كان شهيد المحراب (قدس) مهندس الإستراتيجية العراقية الجديدة ووضع الخطوات الصحيحة التي تقود العراق الى بر الأمان , نحن اليوم نذكر الساسة العراقيين بضرورة الأتعاض من هذا القائد الملهم الذي ضحى بجسده الطاهر في سبيل ايصال رسالة الى ابناء الشعب العراقي بضرورة مواصلة طريق البناء والديمقراطية وتحقيق الأمن والسلام للعراق والعراقيين جميعاً .ونختم قولنا حيث يقول سبحانه : { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } .صدق الله العلي العظيم

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك