المقالات

الإستقالة ثقافة لم يرتقي إليها سياسيونا

655 09:13:00 2012-05-24

خضير العواد

الأستقالة من المناصب السياسية قد تعودنا على سماعها من الدول الديمقراطية لفشل السياسي عن أداء واجبه أو المصلحة العليا لشعبه وحزبه تتطلب منه الأستقالة فيستقيل ، ولكن هل يوجد سياسي في العراق يعترف بأنه مقصر أو فشل في أداء مهمته الملقاة عليه والتجارب العملية واليومية بالمئات ومن الصعب تجد وزيراً قد أدى مهامه كما يجب من عام 2003 الى هذا اليوم ، علماً إن المسؤول عندما يستلم منصب جديد يعتقد أن هذا المنصب ملكه ولا يمكن لأحد أن يحاسبه أو يقيله فكيف ستأتي فكرة الأستقالة في ذهنه الذي لم يخزن كلمة إستقالة قط ولم يمتلك المسؤول كلمة بهذا المعنى في قاموسه والمقولة تقول فاقد الشئ لا يعطيه ، ولم نلاحظ أي مسؤول يفكر أو يقدم المصلحة العليا على مصلحته الشخصية فأغلب مسؤولينا يعتقدون بأن المصلحة العليا تتحقق عندما تتحقق مصالحهم الشخصية وليس العكس لهذا نلاحظ أغلب المسؤولين منذ التغير وحتى الأن يناضلون ويكدحون من أجل المكاسب المادية أو المناصب السياسية ، فإذا كانت المصلحة العليا تقدم على المصالح الشخصية والحزبية لم تدخل العملية السياسية في هذا المأزق فالجميع يتنازل عن بعض الإمتيازات ومن ثم نصل الى الحلول الوسطية التي يخرج الجميع من خلالها منتصر وفرح ، فلهذا فإن الاستقالة من أجل المصالح العليا غير موجودة نهائياً لأن المسؤول لا يعنيه هذا الامرمطلقاً ، بالإضافة الى أن فكرة الاستقالة تحتاج الى ثقافة وهذه الثقافة لم يصل إليها مسؤلونا ولم يطّلع على محتواها فليس من السهل أن تفقتد الشئ ومن ثم تقوم على تنفيذه لهذا يحتاج من مسؤولينا الإطلاع على هذه الثقافة التي من خلالها سيصل الى المناصب أو المراكز الحكومية إلا الكفوء التي من خلالها تتم خدمة المواطن وإلا فالإستقالة تنتظره كائنا من كان .أما طرح فكرة أستقالة الطلباني في هذا الوقت له دلالاته ومعانيه وغاياته ، أما حقيقة الاستقالة فهذه من المستحيلات لأن الطلباني مسؤول عراقي وهذه الفكرة لم تطبق قط في الساحة السياسية العراقية للاسباب أعلاه ، ولكن يراد من طرح الفكرة بهذه الطريقة والاسلوب غايات عديدة أهمها إظهار للشعب الكردي خاصة والعراقي عامة بأن قادة الكرد على درجة كبيرة من الوحدة وتطابق الأراء والافكار أمام المشاكل التي تواجه حكومة كردستان مع حكومة المركز بعد أن ظهر الى الإعلام الخلاف الكبير ما بين الطلباني والبرزاني في مختلف القضايا وخصوصاً في مسألة إعلان الدولة الكردية ، بالإضافة الى إظهار قادة الكرد بأنهم يقدمون المصالح القومية على المصالح الشخصية وهذا بعيد كل البعد عن الواقع لأن من أهم الاسباب التي جعلت الطلباني لايرحب بإعلان الدولة الكردية في هذا الوقت هو تخليه عن منصب رئاسة العراق مع عدم وجود البديل الملائم لهذا المنصب في حكومة كردستان المرتقبة ، ولكن من الغايات المهمة لهذا الأعلان هو إستعمال هذه الفكرة كوسيلة ضغط على حكومة المركز من أجل حلحلت القضايا العالقة ما بين الطرفين والحصول على أكبر قدر من المكاسب ، ولكن هذه الفكرة لا يلقى لها أذان صاغية لأن الجميع أولاد قرية واحدة كلمن يعرف أخيّة ، لهذا فإذا أراد السياسيون حلحلت القضايا والوصول لما يرضي الجميع عليهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم أولاً ومع الشعب ثانياً وأن يقدموا المصلحة العليا على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية والأبتعاد عن إستخدام وسائل الضغط والتهديد والوعيد فالجميع في العراق وعى على أن هذه الوسائل أصبحت لا تنفع ولكن تضر في حل المشاكل وغير العقل والعدالة لا يمكن للقضايا أن تحل وسيكون الجميع خاسر إلا بعض الساسة المنتفعين الذين يهدفون الى إضعاف العملية السياسية ومن ثم تدميرها وإرجاعنا الى النظام الدكتاتوري الذي لا يرحم كبيراً أو صغيراً .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك