المقالات

أفلام سياسية بنكهة هندية

678 14:36:00 2012-05-24

مصطفى جليل

اعتاد المشاهد أو المتتبع للأفلام الهندية على المفاجآت في مجريات أحداث الفيلم ، ومن المتعارف عليه في المجتمع هو أن قصص الأفلام الهندية عبارة عن خرافات وتأويلات ومبالغٌ في تأليف قصصها ، سيما وان ابرز القصص الهندية المعروفة هو ان شخص يعشق امرأة وبنهاية الفيلم يتضح أنهم إخوة من نفس الأم والأب ، وان الحلقات المهمة في إحداث الدراما الهندية هي البداية والنهاية ، والغرض من هذا اللف والدوران في هذه القصص هو للتشويق و للاثارة ولألفات نظر المشاهدين .. لكن هذه المرة ليست كالتجارب السابقة في تأليف وإخراج القصص المشوقة والمثيرة ، حيث انها تجربة عراقية بنكهة هندية ،أبطالها سياسيون يتقنون التمثيل ويجيدون فن الدراما ، وقد بدأ المواطن العراقي يعتاد على المُغَالاَة في متابعة الحكايات السياسية ، فبالأمس القريب كان مشعان الجبوري إرهابيا ومطلوبا للعدالة على خلفية وثائق وأدلة تثبت تورطه بقضايا إرهابية تبناها نور المالكي عندما كان عضوا في لجنة الأمن والدفاع النيابية ، من جانبه الجبوري قد اتهم الحكومة بالفساد والإرهاب والطائفية وادعى انه لديه ملفات تثبت تورط رئيس الوزراء بقضايا فساد ، وبعد مرور سنوات فجر الجبوري قنبلة فاجأت الجميع ، حيث تم إسقاط التهم الموجه أليه بالتعاون مع النائب عن ائتلاف الحزب الحاكم عزت الشابندر ، بل انه خرج بتصريحات غير متوقعة ولا تشبه بداية الفيلم ، حيث انه قال بعد إسقاط تهمه أن المالكي أصبح زعيما شعبيا ! ، وان الشابندر صديقه وزميله منذ 20 سنة وهو من امن له حياته ، فهذه العمل الدرامي السياسي هو محاكاة للإعمال الهندية ، فضلا عن قصة صالح المطلك والسيد المالكي ومزحة الاجتثاث والإقالة والعودة إلى منصبه بفضل تصريح مديح لرئيس الوزراء ، وروايات وحكايات وقصص سياسية أخرى مثيرة ومشوقة بداياتها لا تشبه نهائياتها ، وصورة اليوم لا تشبه صورة الأمس ، لكن كل هذه المغامرات التي يجسدها السياسيون تصب في مصلحة المواطن لأنه بحاجة إلى الترفيه ، و لكي ينسى همومه وماساته اليومية ! ..عموماً ان هذه القصص تتعلق باستعراض محنة السياسة في العراق التي تثير الشفقة والقلق بنتيجة غريبة في النهاية ، وهي لا تقل شأنا عن قصة الشاب العاشق وأخته العشيقة ، ووجه الشبه مع رواية المتهم الجبوري والصديق الشابندر ومحاسن الصدف .و بالنظر لكثرة متابعة المواطن لهذه الدراما والافلام الخرافية ، فإنها ستضر بصحة المواطنين ، كون ان قلوبهم لا تحتمل الضحك كثيرا ولا تحتمل الانفعالات والمفاجآت ، وربما ان نهاية تراجيديا السياسة في العراق ستكون قاسية جدا لا تحمد عقباها ، فقد تكون النهاية هي ان الشعب متهم ومطلوب للعدالة ، والبرلمان يصوت على سحب الثقة منه لأنه لم يؤدي عمله بمهنية !!..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك