عباس المرياني
مثلت احتفالات أمس الجمعة التأبينية في جميع محافظات العراق وعدد من دول الجوار والعالم والتي أقامها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بمناسبة يوم الشهيد وذكرى استشهاد شهيد المحراب آيّة الله العظمى السيّد محمّد باقر الحكيم وقرب ذكرى رحيل عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين المجاهد السيّد عبد العزيز الحكيم (رضوان الله تعالى عليهما) فرصة حقيقية لمعرفة امتدادات هذا التيار الجماهيري العريق داخل العراق وخارجه.ويمكن اعتبار فعالية يوم الشهيد عنوان جديد وعهد جديد في استمرار تاريخ المجلس الاعلى الجهادي وانطلاقته في الساحة السياسيّة العراقية كمارد نفض عن ظهره غبار الأخطاء التي حدثت في الفترة التي أعقبت عام 2003، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة وان كنت اجزم إنّها لم تكن مقصودة وقد أوجدتها متطلبات المرحلة ومع ذلك فهي أخطاء ونحن نعترف بها ونحن على يقين ان رجال المجلس الاعلى قد خبروا المرحلة السابقة واستخلصوا العبر والدروس منها للبدء بمرحلة قادمة ستكون أكثر إشراقاً وعطاءً لجماهير الأمة وجماهير هذا الخط المضحي من اجل منحهم الفرصة الحقيقية لخدمة أبناء شعبهم. واحتفالية المجلس الأعلى في يوم الشهيد أرسلت رسائل عديدة وكل بما يحب أنّ يقرأ ويفهم فهي رسالة تطمين الى الشعب العراقي والمجاهدين الشرفاء مفادها ان دماء آل الحكيم ودماء شهيد المحراب وأشلاءه الطاهرة وجهاد عزيز العراق وصبره وتضحياته قد أينعت وأثمرت وستمتد بظلال فيئها لتغطي كل مساحة الوطن وتحتضن كل أبناءه. أمّا الرسالة الثانية فتحمل عنوان ان المجلس الاعلى بكبر العراق ويستحيل على من أراد ان يختزله بمنظمة مجتمع مدني ان يصل الى مبتغاه وعليه ان يعتذر عن خطأ تقديره في كل ممارساته التي انتهجها في المرحلة الماضية ولا تسولن له نفسه من ان حلم المجلس الاعلى بقادته وجماهيره هو من اجل سواد عيون البعض انما حلمهم وصبرهم هو من اجل عيون العراق والخوف على مستقبله.وبكل تأكيد فان الرسالة الثالثة هي لكل من تنكر بحق الائتلاف وزايد بأصوات جمهورنا وركب موجة القيادة يتخبط يميناً وشمالاً بعد أنّ منحه قانون الانتخابات فضلاً وحجماً لم يكن ليحلم به، في وقت كان المنطق والحق يعطي المجلس الأعلى الأولوية بعدد أصوات الناخبين على نظرائه ومن يجد في كلامي شك فعليه ان يعود لأرقام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ثم يقدر حجمه الحقيقي ويشكر أصحاب الفضل عليه لا ان يستخدم أصوات ناخبيه سيفاً لحز رقابنا بدخوله في تحالفات وصفقات نرفضها جملة وتفصيلا.ان احتفالية جمعة النصرة والوفاء تمثل تاريخ جديد للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي على الجميع ان ينظر إليه بعين البصيرة ليعرف حجمه الحقيقي وكذلك لينسى والى الأبد تلك الصور التي اختزنتها ذاكرته المشوشة، وما هي إلاّ جولة وسنكمل سطور التاريخ الذي كتبه شهدائنا بدمائهم الطاهرة.
https://telegram.me/buratha