المقالات

دولة شابة تعتذر لشيوخها وتتغزل بشبابها

685 03:27:00 2012-05-28

حيدر عباس النداوي

يمثل عنصر الشباب في العراق غالبية أبناء هذا البلد العريق بحسب إحصاءات وزارة التخطيط ووزارة التجارة ليس بمقدار ما يتقاضونه من مواد غذائية بحسب البطاقة التموينية ولكن بحسب الإحصاءات السكانية المطلوبة وهي نسبة تزيد على الـ(60) بالمائة وهو رقم عالي جداً ويحسد عليه أيّ شعبٍ لأنه عنوان النشاط والعنفوان والإرادة والقوة.وما يسجل على ولاة الأمر في العراق ان هذه الطاقة والقوة والإرادة مغيبة عن الواجهة وبعيدة عن تمثيلها الحقيقي وإمكانية حصولها على فرصة حقيقية للمشاركة في القرار والمساهمة بفعالية مع مكونات الشعب العراقي الأخرى برسم مستقبل البلاد والعباد.وللأسف فإن هذه الطاقة وهذا الرقم الكبير من الشباب العراقي الغيور بقي خلال السنوات الماضيّة من عمر التغيير معطلاً في جزء كبير منه ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة بوجوه معروفة من إدراك حقيقة هذه القوة والاستفادة منها في تحديث مؤسسات الدّولة والنهوض بها نحو الأفضل بما معروف عن الشباب من قدرة على العطاء والابتكار والاندفاع والإبداع والتعلم والإصرار ومواجهة التحديات والتضحية والتفاني في سبيل الشعب العراقي وبناء العراق.وكان الأولى أنّ تتعانق ولادة الدّولة العراقية مع عنفوان الشباب في تمكينهم من إدارة معظم ملفات النهوض بالواقع المتردي الذي خلفه النظام البائد، إلاّ أنّ قوانين الدولة وإجراءاتها مع كل الأسف لم تخرج بعيداً عن سياقات العمل المقيدة بقوانين النظام السابق في تعاطيها مع هذه الطاقة الهائلة معطلة ومركونة على جانب بانتظار من يفعلها ويفجرها لصالح مستقبل البلاد.ويمكن للدولة أنّ تستفاد من هذه الطاقات الشابة المعطلة من خلال فسح المجال لهم للمشاركة في صنع القرار السياسي بتخفيض سن الترشيح لمجالس المحافظات ومجلس النواب وكذلك يمكن الاستفادة منهم في صناعة مستقبل العراق الصناعي والاقتصادي والزراعي بتوفير فرص العمل وكذلك توفير فرص بديلة من خلال تسهيل القروض المناسبة للمساهمة في خلق استثمار وطني في مجالات الزراعة والصناعة وتحسين البيئة.ومن المؤكد ان كثير من دول العالم التي تمر بمرحلة الكهولة والكبر تتمنى لو ان لديها جيل واعد كما للعراق حتى تواصل تألقها وتقدمها في سلم الرقي وتمنحه الفرصة الكاملة غير منقوصة ولجنبت شيوخها وعجائزها معاناة آخر العمر من ترهل وتعب ودوار ولمنحتهم حق حياة آخر السنين بالتنزه والسفر والمشورة وهو على عكس ما لدينها فمؤسسات الدولة تعج بالكهول والشيوخ والعجائز والعوانس "المعقدات" مع احترامي لكلّ هذه المسميات ولكلّ لحظة قضوها في خدمة العراق والعراقيين، ولكنّ للعمر استحقاقات واستحقاقهم في هذه المرحلة هو الاستقرار والتأمل وجني محصول الجد والتعب والكفاح الذي قدموه طوال تاريخ جهدهم وجهادهم وغير ذلك ان العراق مهرة أصيلة جامحة ومثل هكذا مهرة لا يلجمها ويروضها غير الشباب وهم كثر فامنحوهم فرصة امتطاء صهوة مجد بناء العراق وخدمة أبناءه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2012-05-28
تحية لكم إعتراضي فقط على مصطلح الدولة، فالعراق المعاصر تحكمه سلطة وهو يفتقر الى مقومات الدولة كما في تعريفات القاموس الدولي، وفي تعريف الامم المتحدة نفسها، فأي بلد يخضع لشروط البند السابع يفقد مميزات الدولة، هذا أولاً لانه لم يعد محكوماً بنفسه بل بالقانون الدولي. والثاني ثمة فرق بين الحكم والدولة. الدولة هي ليست مساحة جغرافية وشعب وحاكم. وانا انصح الاخوة الكتاب ان يعودوا الى معاجم المصطلحات القانونية والسياسية في التعريفات، وهو نفس الخطأ الذي يقع فيه الاعلاميون والسياسيون على السواء.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك