المقالات

دولة شابة تعتذر لشيوخها وتتغزل بشبابها

744 03:27:00 2012-05-28

حيدر عباس النداوي

يمثل عنصر الشباب في العراق غالبية أبناء هذا البلد العريق بحسب إحصاءات وزارة التخطيط ووزارة التجارة ليس بمقدار ما يتقاضونه من مواد غذائية بحسب البطاقة التموينية ولكن بحسب الإحصاءات السكانية المطلوبة وهي نسبة تزيد على الـ(60) بالمائة وهو رقم عالي جداً ويحسد عليه أيّ شعبٍ لأنه عنوان النشاط والعنفوان والإرادة والقوة.وما يسجل على ولاة الأمر في العراق ان هذه الطاقة والقوة والإرادة مغيبة عن الواجهة وبعيدة عن تمثيلها الحقيقي وإمكانية حصولها على فرصة حقيقية للمشاركة في القرار والمساهمة بفعالية مع مكونات الشعب العراقي الأخرى برسم مستقبل البلاد والعباد.وللأسف فإن هذه الطاقة وهذا الرقم الكبير من الشباب العراقي الغيور بقي خلال السنوات الماضيّة من عمر التغيير معطلاً في جزء كبير منه ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة بوجوه معروفة من إدراك حقيقة هذه القوة والاستفادة منها في تحديث مؤسسات الدّولة والنهوض بها نحو الأفضل بما معروف عن الشباب من قدرة على العطاء والابتكار والاندفاع والإبداع والتعلم والإصرار ومواجهة التحديات والتضحية والتفاني في سبيل الشعب العراقي وبناء العراق.وكان الأولى أنّ تتعانق ولادة الدّولة العراقية مع عنفوان الشباب في تمكينهم من إدارة معظم ملفات النهوض بالواقع المتردي الذي خلفه النظام البائد، إلاّ أنّ قوانين الدولة وإجراءاتها مع كل الأسف لم تخرج بعيداً عن سياقات العمل المقيدة بقوانين النظام السابق في تعاطيها مع هذه الطاقة الهائلة معطلة ومركونة على جانب بانتظار من يفعلها ويفجرها لصالح مستقبل البلاد.ويمكن للدولة أنّ تستفاد من هذه الطاقات الشابة المعطلة من خلال فسح المجال لهم للمشاركة في صنع القرار السياسي بتخفيض سن الترشيح لمجالس المحافظات ومجلس النواب وكذلك يمكن الاستفادة منهم في صناعة مستقبل العراق الصناعي والاقتصادي والزراعي بتوفير فرص العمل وكذلك توفير فرص بديلة من خلال تسهيل القروض المناسبة للمساهمة في خلق استثمار وطني في مجالات الزراعة والصناعة وتحسين البيئة.ومن المؤكد ان كثير من دول العالم التي تمر بمرحلة الكهولة والكبر تتمنى لو ان لديها جيل واعد كما للعراق حتى تواصل تألقها وتقدمها في سلم الرقي وتمنحه الفرصة الكاملة غير منقوصة ولجنبت شيوخها وعجائزها معاناة آخر العمر من ترهل وتعب ودوار ولمنحتهم حق حياة آخر السنين بالتنزه والسفر والمشورة وهو على عكس ما لدينها فمؤسسات الدولة تعج بالكهول والشيوخ والعجائز والعوانس "المعقدات" مع احترامي لكلّ هذه المسميات ولكلّ لحظة قضوها في خدمة العراق والعراقيين، ولكنّ للعمر استحقاقات واستحقاقهم في هذه المرحلة هو الاستقرار والتأمل وجني محصول الجد والتعب والكفاح الذي قدموه طوال تاريخ جهدهم وجهادهم وغير ذلك ان العراق مهرة أصيلة جامحة ومثل هكذا مهرة لا يلجمها ويروضها غير الشباب وهم كثر فامنحوهم فرصة امتطاء صهوة مجد بناء العراق وخدمة أبناءه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2012-05-28
تحية لكم إعتراضي فقط على مصطلح الدولة، فالعراق المعاصر تحكمه سلطة وهو يفتقر الى مقومات الدولة كما في تعريفات القاموس الدولي، وفي تعريف الامم المتحدة نفسها، فأي بلد يخضع لشروط البند السابع يفقد مميزات الدولة، هذا أولاً لانه لم يعد محكوماً بنفسه بل بالقانون الدولي. والثاني ثمة فرق بين الحكم والدولة. الدولة هي ليست مساحة جغرافية وشعب وحاكم. وانا انصح الاخوة الكتاب ان يعودوا الى معاجم المصطلحات القانونية والسياسية في التعريفات، وهو نفس الخطأ الذي يقع فيه الاعلاميون والسياسيون على السواء.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك