المقالات

صانعو المشاكل والازمات

534 00:28:00 2012-05-28

احمد عبد الرحمن

لعل الترابط بين ما هو سياسي وما هو امني واقتصادي وحياتي في المجتمع امر بديهي وقضية حتمية لايمكن النقاش والجدل كثيرا بشأنها لاثبات العكس.وفي العراق، اثبتت وتثبت يوميا الحقائق والارقام والمعطيات على ارض الواقع ان الاحتقان السياسي ينعكس بصورة سلبية على الاوضاع الامنية والحياتية والاقتصادية لعموم ابناء المجتمع. ولان الاحتقان السياسي يعد واحد من ابرز سمات وخصائص المشهد السياسي العراقي طيلة الاعوام الثمانية الماضية، ليس بسبب ان التجربة الديمقراطية حديثة العهد ولم تتكامل ولم تنضج وتتبلور بما فيه الكفاية، وانما لان معظم المشاريع والحسابات والبرامج والاجندات السياسية بقيت تتحرك في فضاء العناوين والمسميات الحزبية والفئوية-القومية او الدينية او الطائفية او المناطقية-الضيقة، ولم تتحرك وتمتد الى فضاء العنوان والمسمى الوطني العام. هذه الاشكالية التي مازالت حاضرة بقوة في كل تفاصيل وجزئيات الحراك السياسي في البلد، ساهمت -شئنا ام ابينا-في تهيئة الارضيات لاوضاع امنية متشنجة ومختقنة ومضطربة على طول الخط مع ارتفاع وانخفاض في الخط البياني يرتبط بدرجة كبيرة بأيقاع ومنحى الحراك السياسي، والقت تلك الاشكالية ايضا بظلالها الثقيلة على الواقع الحياتي والخدمي للمواطن العراقي، بحيث ان احتياجاته ومتطلباته اليومية الاساسية، مثل الكهرباء والماء والوقود وفرص العمل، التي يفترض بالدولة-الحكومة ان توفرها له، بقيت اما غائبة او متلكئة ودون مستوى الطموح كثيرا.ويبرز الترابط بين السياسي والامني والحياتي والخدمي اليوم بصورة واضحة وجلية، واذا كان المواطن العراقي قد تفاءل واستبشر خيرا بعد تشكيل الحكومة بشق الانفس قبل عام ونصف فأنه يعيش حاليا وسط اجواء كبيرة من الاحباط واليأس والاستياء، لاسيما وانه يشهد ويشاهد عن كثب مسارات العملية السياسية، وطبيعة الحوارات والمفاوضات العقيمة في جانب كبير منها بين الكتل السياسية حول مسائل ماكان ينبغي لها ان تأخذ كل ذلك الوقت الطويل، لو ان المصالح الوطنية العامة تقدمت على المصالح الفئوية الخاصة. ومن حق المواطن العراقي ان لايبدي تفاؤلا حيال طبيعة مايجري في الساحة الساحة بمختلف ميادينها كالحكومة ومجلس النواب، وهو يأن تحت وطأة ظروفه الحياتية الصعبة والمرهقة للغاية، وعلى المعنيين بزمام الامور ان يدركوا ان مفتاح النجاح والاستقرار الحقيقي للبلد هو انفراج الاوضاع الحياتية والامنية السيئة للمواطن، وعليهم ان يدركوا ايضا ان انفراجها لايتحقق الا بأنفراج الاوضاع السياسية، وهذا ما ينبغي ان يقوموا به هم انفسهم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك