المقالات

الفضائيات البعثية

873 17:08:00 2012-05-28

فراس الغضبان الحمداني

 

تتحدث كتب الدعاية عن مصطلح التسميم السياسي وحين سالت احد خبراء الدعاية السياسية عن هذا المفهوم قال لي : يقصد بذلك دس السم في العسل والنموذج ما تعرضه بعض الفضائيات الصفراء من برامج ظاهرها توحيدي وجوهرها خبث سياسي يمهد للعنف وينفذ أجندات ضد التجربة العراقية وهناك قنوات أخرى تلعب نفس الدور وبإشكال أخرى .

وهذا الأمر نتحدث عنه من وجهة نظر الرأي العام وليس من وجهة نظر الحكومة ، فان نقد الحكومة وبطريقة موضوعية يعد من الأمور الواجبة لان دور وسائل الإعلام إن تكون ناطقة باسم الشعب وسلطة رابعة تنتقد كل السلطات لان في ذلك ممارسة لحرية التعبير ولكن في حدود التوظيف الإعلامي بعيدا عن تنفيذ الأجندات السياسية المدفوعة الثمن من أطراف دولية وإقليمية ومحلية ونرى إن استخدام الإعلام والإعلاميين لتنفيذ هذه الخطط السياسية يعد عملا خطيرا وانتهاكا لحرية التعبير وهو أكثر خطرا على مستقبل الإعلام من القمع نفسه لان تحويل الإعلاميين إلى أدوات بيد السياسيين يجردهم من حريتهم وكرامتهم ويجعلهم دمى متحركة تخون نفسها أولا وتخون الشعب ثانيا وتخون الرسالة الإعلامية ثالثا ولعمري إن هذا لسقوط وانحطاط ليس بعده انحطاط وسقوط إلا المتاجرة بالشرف .وليسمح لي الزملاء ان نتحدث بموضوعية على هذه الفضائيات مع احترامنا وتقديرنا لعدد قليل من الإعلاميين والفنانين الذين اضطروا للانضواء تحت هذه الخيمة الجرداء لأسباب تتعلق بكسب الرزق أو كونهم مازالوا مخدوعين بهذه القنوات واصحابها ذوي التاريخ العريق في إبرام الصفقات السرية مع أجهزة المخابرات الصدامية وبعدها السعودية والبريطانية وحتى الأمريكية التي يتظاهرون بمعاداتها .

فهم جميعا يقومون بتمويل مشاريعهم وتحقيق أحلامهم النرجسية والعيش في مدن الضباب والإدمان في صالات الروليت في فنادق الدرجة الأولى واقتناص الصبايا الباحثات عن المجد والمال والمتاجرة بكل شيء من اجل إن تبقى جيوبهم ممتلئة وأرصدتهم عامرة بالدولارات والإسترليني والريال السعودي وهذه ليس اتهامات بل حقائق اعترف بها بعض اصحاب هذه الفضائيات امام المحاكم الدولية في دعاوى عديدة اثبتت انهم يتقاضون مبالغ كبيرة مقابل جعل فضائياتهم مسخرة لقضاياهم السياسية ذات الاهداف التخريبية في سبيل زرع الفوضى وإثارة النعرات الطائفية وتضخيم الأمور ودس الكذب والتلفيق في الحوادث التي تقع في العراق.

إن تحليل مضمون برامج هذه الفضائيات واستقطاب بعض العناصر المشبوهة كلها تؤشر بأنها تسير في ظل مخطط سعودي واضح المعالم ولكن وللأسف الشديد إن العناصر المنفذة يحملون الجنسية العراقية ويعملون في ارض العراق وخارجه مستثمرين الحرية المتاحة والفوضى السياسية من اجل بث السم السعودي والخليجي والسلفي المتطرف في الجسد العراقي تحت شعارات واهية وكاذبة هي فساد الحكومة ومظلومية المواطن .

نحن نسأل هؤلاء الذين يدعون الوطنية لماذا لا يأتوا إلى البلاد ويناضلون مع بقية الإعلاميين من اجل خلق عراق جديد ومحاربة الفساد وبعد ذلك أية مصداقية تبقى للإنسان وهو يريد إن يحارب الفساد الداخلي بفساد خارجي لان الأموال الأجنبية والعربية لا يمكن إن تدفع بالمجان ولا تصل إلى الشرفاء بل لأصحاب الأجندات الذين يتطوعون لوضع السم بالعسل للعراقيين لكي يشعروا بعض عربان الخليج بالارتياح وهم يشاهدون من على هذه الشاشات كيف يحتدم الصراع بين الاحزاب والكتل السياسية وكيف يتساقط الشهداء العراقيون بأموالهم الخسيسة وفعلهم الجبان .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الربيعي
2012-05-29
احسنت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك