المقالات

ازمة حكومة ام حكومة ازمة

661 11:15:00 2012-05-29

حيدر عباس النداوي

منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة وما افرزته من نتائج متقاربة, والوضع السياسي في العراق يعيش أزمة حقيقية لم تتمكن الكتل السياسية صاحبة القرار من مغادرتها الى عملية الشروع ببناء مؤسسات الدولة على حساب بناء مؤسسات السلطة التي يعمل على تحذيرها رأس الهرم في السلطة الحالية رغم حملات الرفض المتتالية من قبل الشركاء وغير الشركاء.ومراجعة بسيطة لمرحلة مخاض ما قبل التشكيل ووصول العملية السياسية الى مفترق طرق بين تصحيح المسار باتجاه بناء الدولة العصرية بكل مؤسساتها وبين الاستمرار على النهج القديم الذي لم يمنح العراق غير الوعود وبناء سلطة الفرد لا سلطة الدولة, تمكن اصحاب المشروع الاخير من الظفر بتلابيب المرحلة ليقودوها الى منطقة الفوضى ودائرة المجهول.وإذا أردنا ان نحدد مكامن الخلل وتحميل المسؤولية للاطراف المتسببة بحالة التقهقر وضياع السنوات بين حالة صنع الديكتاتورية وبين حالة البحث عن المصالح الشخصية والحزبية, نجد ان جميع من ساهم في تشكيل الحكومة الحالية هو جزء من معادلة الفوضى والازمة الخلاقة التي تعصف بالبلد وبالعملية السياسية والتي يدفع ثمنها الشعب, لأنها سنوات وتأريخ يمر دون ان يكون للعراق والعراقيين فيه أي اثر ايجابي غير دوامة الفراغ والكذب والانزواء.وجريا على ما اسلفنا في الفقرة اعلاه كان على الذين تحدوا القانون الوضعي وذهبوا باتجاه مصالحهم, ان يكونوا بمستوى المسؤولية وان يتحملوا نتائج قرارهم الخاطئ ويتوقفوا على الفور عن هدر الوقت باجتماعات ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية, والتي عاشت عدد من محافظاتنا العزيزة على زهو هذه اللقاءات والتي تحققت في اربيل والنجف وربما في الموصل وبعدها في الرمادي, وان يستمعوا لصوت العقل وتتفق الكلمة على اجتماع موحد يحضره الجميع بقلوب صافية لا تحمل بين خفقاتها وجوانحها غلا ولا مصالحا ولا ضغينة للاخرين, ثم بعد ذلك اجمعوا امركم ولا يكن عليكم غمة لانكم منحتم الطرف الاخر فرصة المراجعة لكنه رفض وعلى الباغي تدور الدوائر.ان الحكومة العراقية الحالية لا زالت تمني النفس بكثير من الازمات من اجل خلق المناخات الملائمة لعناصر ديمومتها وانها لم ولن تفكر مطلقا في انهاء اجواء الاحتراب القائمة الا بالوقوف بوجهها صفا واحدا من خلال الاجتماع الوطني كفرصة أخيرة, فان أبت فعليها لعنة الله والناخبين والناس اجمعين, ومن هذا المدخل الصحيح تتكشف عورات الاطراف التي تمنع تصحيح مسار العملية السياسية والتي تحاول خلق الازمات المتتالية .ان عملية الانقسام والتشرذم وخلق التكتلات القائمة على المصالح والانتقام, عملية قيصرية ميتة لن تأتي بوليد كامل ينهض بأعباء المسؤولية القادمة ولن يزيد الوضع الحالي الا ارتباكا ودافعا كبيرا لاستمرار ازمة الحكومة".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك