احمد عبد راضي
يقول سيد البلغاء علي بن ابي طالب عليه السلام: "استغنِ عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره", وتطبيقات هذا القول لا تنحصر بمكان دون غيره, اوزمان دون اخر في قاعدة تسري على الجميع ودون استثناء، واذا ما اردنا تطبيق هذه القاعدة على الشخصيات السياسية المتصدية للعمل السياسي في البلد وعلى الكتل التي تمثلها نجد ان البعض كان نظيرا واخرون كانوا اسرى ومنهم من كان اميرا ، وكل بحسب فعله وتصرفه وفق الضوابط التي وضعها (علي) صلوات الله عليه.وبقراءة بسيطة للمشهد السياسي الحالي تجد ان الجميع محتاج الى غيره لكي يصمد ويواجه الطوفان الذي قد يغرقه ويغرق من حوله, فالمالكي اليوم بحاجة الى الصوت الواحد في حال تم تجميع الاصوات الداعية الى حجب الثقة او سحبها عنه, وبالتالي فهو الان ينظر يمينا وشمالا لطلب المعونة او النجدة لو جاز التعبير، وكذلك القائمة العراقية التي بدأت تتقرب من الاكراد ( بغضا بمعاوية) ولاشتراك المصالح وتشابهها, وهي الان باشد الحاجة الى دعم ومساندة الاكراد لتنفيذ مآربها المستقبلية مشروعة كانت ام غير مشروعة, وهي بذلك محتاجة الى غيرها ولا تستطيع الاستغناء عنهم .التيار الصدري هو الاخر متشبث بوزاراته وبالسلطة التي يتمتع بها في ظل هذا الكساد السياسي, ونتيجة لهذا التشبث فهو اليوم بامس الحاجة الى التوافق والتحالف مع بقية الكتل لئلا تضيع وزاراته " ويطلع من المولد بلا حمص" .بقي ان نتحدث عن المجلس الاعلى الذي وضع ضابطة وسار عليها وهو الى اليوم لم يحد عنها قيد انملة, وهي الشراكة في الهموم والمسؤوليات والمشاركة في بناء الوطن والطاولة المستديرة لحلحلة الازمات، كما انه الوحيد من بين جميع الكتل الذي يحضى برضى الجميع ، نتيجة الحنكة التي يتمتع بها قائده عمار الحكيم والتي تبلورت على شكل سياسة حديثة في البلاد وهي انتقد ولكن لا تسقط ، هكذا هو الحال بالنسبة لمنهجية السيد عمار الحكيم فالانتقاد يعني انك تريد من المسؤول ان يصحح وان يعدل مساره لكن التسقيط يعني افشال المشروع برمته وهدم ثقة الناس بالحكومة، المجلس الاعلى اليوم لايحتاج الى التقرب الى جهة دون اخرى فعلاقاته طيبة مع الجميع، المجلس الاعلى اليوم مستغن عن دعم كتلة دون غيرها لان الجميع يطلب وده وهو يستحق هذا الاجماع، المجلس الاعلى اليوم يحتاجه الجميع وهو حجر الزاوية للعملية السياسية في العراق منذ 2003 وحتى يوم الناس هذا, وهو الذي قدم وضحى واحسن الى الجميع دون مقابل.فمن هو النظير ومن هو الاسير ومن هو الامير؟ .
https://telegram.me/buratha