حافظ آل بشارة
يعتقد بعض الفقراء ان ادعيتهم المستجابة ستؤدي الى سحب الثقة عن الحكومة ، وان أي دعاء اضافي سيجعل هذه الحكومة في خبر كان ، بعد المعجزة قد تظهر ادعية تخصصية مع البخور تستهدف وزارات معينة كالتجارة والكهرباء والنفط ، الوزارات التي علت في الارض واذلت العباد ونهبت البلاد ، لكن قراء الادعية في ليالي الجمع وليلة الرغائب بما يحققونه من مكتسبات ، يلاحظون في الوقت نفسه محاولات بعض الكتل المتباكية بخشوع وهي تسعى للاستيلاء على النتائج التي تحققها ادعية المؤمنين ، خبرة طويلة في الكلاوات والمتاجرة بدموع ودماء الآخرين وتضحياتهم وسرقتها في وضح النهار ، يشتركون معك بالنحيب حمر العيون لكنهم يفكرون سرا بكيفية ملء الفراغ ، يراقبون دموع المبتهلين من طرف خفي فرحين بما ستؤول اليه المعادلات ودعاؤهم الدائمي : (يامن يعطي الكثير بالقليل اجعلنا نحن البديل ) ، وما بين دعاء مستجاب ، وخشوع من يعدون انفسهم للبديل ، يقف فريق غريب في واد آخر ، ينادي فيتلاشى نداؤه في الآفاق ، يؤمن بأن القضية لا تحل بالدعاء وحده ، الدعاء ضد الحكومة لا يتقاطع مع الدستور ، الدعاء لا يتناقض مع وحدة الصف ، اذا كانت الحكومة قد فشلت فليعالج الفشل بطريقة قانونية ، الذي يتعارض مع الدستور هو اهمال الوسائل الرقابية المعيارية ، بها يعرف نوع التقصير وحجمه ، وبها يمكن الاصلاح ، قبل الذهاب الى خيار سحب الثقة ، بربكم هل انتبه أحد الى تقرير وزارة التخطيط الأخير ، هل انتبه أحد الى نسب الانجاز في جميع الوزارات والتي كان معدلها اقل من30% ! اقرأوا التقرير قبل قراءة الدعاء ، فهو يعطي اشارات كاشفة للذين دعوا على الحكومة ، او الذين دعوا لاجلها ، او الذين يريدون احتلال مكانها ، الغريب في تقرير الاداء ان نسب الانجاز ضئيلة جدا في الوزارات الخدمية التي تملكها أطراف سياسية تنتقد الحكومة دائما لفشلها الخدمي !! فشل اداء الوزارات يدل على فشل الوزراء والوكلاء والمدراء ، وهو مؤشر على ان الكتل اختارت اسوأ من لديها من الرجال لتوزيرهم ، ولم تختر الاصلح كفاءة ونزاهة ، لانها تعد الولاء الحزبي لها اهم من الكفاءة والنزاهة وتحب العضو المطيع الاعمى وتبغض من يناقش ببصيرة . استبعدوا التكنوقراط وقدموا أحصنة الرهانات والتصريحات ذوي الالسنة الطويلة والاذرع القصيرة ، لم يحاربوا الفساد بل اصبحوا جنودا في جيشه ، الجميع استهتروا بأمانة الحكم الثقيلة . تقرير وزارة التخطيط موجه الى مجلس النواب الذي كان دائما يهدد باقالة اي وزير يقل اداؤه عن 60% لكن المجلس تجاهلها لائذا بالصمت ، واعداء الحكومة لم يذكروها ، دليل على ان الخلاف بين الجماعة ليس خلافا على النجاح او الفشل بل من أجل المواقع وامتيازاتها . على المؤمنين ان يعيدوا ترتيب اوراقهم و يجددوا الوضوء والدعاء بخشوع ضد الحكومة ، وضد من يريدون ان يكونوا بديلا للحكومة ، واللعن الدائم على من يتجاهل تقرير وزارة التخطيط ، من الموالين والمعارضين .
https://telegram.me/buratha