نور الحربي
مرت المناسبة وكان للشرفاء والخيرين من ابناء شعبنا كلمتهم في التعريف والاحتفاء وتأبين صاحب الذكرى في يومه يوم الشهيد العراقي, حيث استذكرنا مواقف وتضحيات شهيد المحراب وشقيقه العزيز عزيز العراق, ومع نكران البعض وتنكر مؤسسات معنية بالشهداء والشهادة, تكفلت الايدي البيضاء ورفعت علامة النصر ايمانا منها وتقديرا لعظيم التضحية ورجالاتها كما انه انتصار لقيم الشهادة بشكل عام واستذكار وتكريم كل شهداء العراق الذين سقطوا ضحية النظام البعثي البائد وضحايا عمليات الاستهداف الارهابي الذي نفذته تلك الأيادي القذرة التي طالما امتدت لقتل الابرياء.في هذا اليوم الذي استكثرت مؤسسات الدولة التي هي ملك عام ومؤسسات خدمة عامة استذكار شهيد المحراب رضوان الله عليه و كل هؤلاء الشهداء الذين لابد لنا ان نقف إجلالا وإكبارا وتعظيما لتضحياتهم وماقدموه لهذا الوطن، من هنا نستذكر في هذا اليوم تلك الدماء الزاكية التي سالت انطلاقا من قمم كردستان الى مياه اهوار الجنوب التي امتزجت بهذه الدماء الطاهرة الى كل شبر من ارض العراق اريقت وازهقت فيه الارواح البريئة التي أعلنت الانتصار للحق والحقيقة ورفضت ان تمتد للنيل من وحدة الدم العراقي الذي يتحد ويرتبط بوشائج عميقة لايمكن الغاؤها بفتوى غبية او تنظير أجوف يستهدف الجماعة التي امر الله بالتزامها في حدود تشريعاته.ومن هنا ايضا جاء تأكيد زعيم المجلس الاسلامي العراقي الاعلى السيد عمار الحكيم على ضرورة ان يكون الاهتمام ملازما لخطوات الدولة العراقية في نظرتها ورعايتها لعوائل الشهداء وابنائهم في كل مكان وفي كل محافظة ومن كل مكونات الشعب العراقي, لأننا كشعب وامة ودولة يربطنا التزام لا ينبغي التخلي عنه او تركه او تناسيه, فالامة التي لا تحترم شهدائها وصناع الحقيقة فيها لا تستحق الحياة والاستمرار وصدق الراحل العظيم الامام الخميني عندما قال "ان كل ما تحقق لدينا كان ببركة دماء الشهداء وتضحياتهم", وقرن ذلك بالتضحية الكبيرة للامام ابي عبدالله الحسين عليه السلام, عندما تحدث في موضع اخر ان كل ما لدينا من الحسين عليه السلام فهو من علمنا التضحية, لذلك يكون الشهداء من خريجي مدرسة التضحية الحسينية هم كل ما لدينا وان تخلينا عنهم وعن اسرهم وارثهم ستكون عواقبنا الفشل.ان الدستورالعراقي الذي ضمن لهولاء الشهداء الابرار حقوقا لازالت بعيده عنهم, في ظل القوانين السارية المفعول في بلادنا التي حددت لضحايا البعث مخصصات وامتيازات وقطع اراضي وغيرها من الامور وهم يستحقونها, لكن دولتنا لم تقر لحد الان قانونا يمنح ضحايا الارهاب نفس هذه الامتيازات, رغم ان اسر هولاء الضحايا وجلهم من البسطاء وذوي الدخل المعدوم يعيشون ظروفا صعبة, فجيوش الارامل والايتام لاتجد ملاذا غير احياء الحواسم ومنازل الصفيح وهذا ما يضاعف المسؤولية ويجعل الدولة العراقية بكل مؤسساتها امام تحد كبير لابد لها من الالتفات اليه . ان تكريم عوائل الشهداء ليس منّة من احد انما هو واجب شرعي ووطني يتحمله الجميع في زمن بات الدم العراقي فيه رخيصا عند الجميع, الا العراقي الذي استشعر المصيبة وفقد عزيزا لا يمكن تعويضه بأي حال من الاحوال, فهل سيلتفت من يطالبنا بتعزيز قيم التضحية في مجتمعنا الى هذه الحالة وينصف الاحياء ممن تحملوا فقدان الأعزة والخلان رغم انهم لا يعوضون ولا تقاس تضحياتهم براتب او مكافئة او قطعة ارض في بلد ضحوا من اجله ولا يمتلكون فيه شبرا واحدا .
https://telegram.me/buratha