إن المتابع للحراك السياسي الذي تشهده البلاد هذه الأيام يرصد وبكل سهولة ويسر حالة التخبط والهستيريا التي إجتاحت تيار دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي.وقد ظهر هذا التخبط واضحا من خلال تصريحات أعضاء هذه التيار من نواب ومستشارين وأعضاء مجالس محافظات ومناصرين. فما أن بدأت نتائج إجتماعات أربيل بالظهور حتى بدأت حالة من الهستيريا تجتاح انصار المالكي،بعد أن أصبح أمرا مؤكدا سحب الثقة منه بعد أن أغلق كافة أبواب الحوار بوجه مخالفيه ولم يترك لهم من خيار سوى خيار سحب الثقة الذي وافق رئيس الجمهورية عليه شرط توفر العدد الكافي من الاصوات البرلمانية اللازم لحجب الثقة ،والتي يقدر عددها ب 163 صوتا. وبعد أن أعلن سماحة السيد مقتدى الصدر بأنه يضمن أصوات التيار الصدري والبالغة 40 صوتا ،واذا أخذنا بنظر الاعتبار أصوات كتلة التحالف الكردستاني والبالغة 57 صوتا فان العدد المتبقي هو 66 صوتا واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن عدد أعضاء القائمة العراقية 80 عضوا وان هناك عدد من المنشقين عن التحالف الوطني وعن ائتلاف دولة القانون فإن الوصول الى العدد اللازم لحجب الثقة أمر يسير.ولذا فإن تصريح أحد أعضاء كتلة العراقية وهو النائب المساري بان المجتمعين في اربيل قادرون على حشد 200 صوت معارض للمالكي يبدو قريبا للواقع. فموقع عراق القانون القريب من ائتلاف دولة القانون إدعى بان المالكي قد نجح بحشد الاصوات الكافية اللازمة لتشكيل حكومة أغلبية !ثم نقل هذا الموقع عن موقع آخر بأن المالكي تمكن من حشد اصوات 210 نائبا تؤيد بقائه في منصبه!ثم خرجت مريم الريس مستشارة رئيس الوزراء ولا ندري مستشارة في أي مجال! خرجت لتقول بان رئيس الجمهورية قد رفض تقديم طلب لحجب الثقة عن المالكي وبان معارضي المالكي قد عجزوا عن جمع 100 صوت برلماني مؤيد لمسعاهم.ثم كتب محرر الموقع قائلا بان انشقاقات تعصف بكتلة الاحرار على خلفية الموضوع.وبأن الجعفري قد استقبل المعارضة الكردية وانهم بصدد تشكيل حكومة أغلبية! ثم صرح النائب احمد العريبي عضو كتلة العراقية البيضاء المؤيدة للمالكي بان 42 عضوا من اعضاء كتلة العراقية قد رفضوا سحب الثقة عن المالكي! إذن فموقف ائتلاف دولة القانون وزعيمه قوي اليوم فهو يحظى بتأييد 210 نائب أو على الاقل بتأييد غالبية مطلقة من النواب وبأنه مدعوم من قبل رئيس الجمهورية.وبأن ادعاء معارضيه بقدرتهم على حشد 200 صوت برلماني لاسقاطه هي احلام يقظة كما صرح بذلك النائب القانوني عباس البياتي.وقال النائب عن دولة القانون حسين الصافي بان الكتل السياسية غير قادرة على حشد الاصوات اللازمة لازاحة المالكي.وقال النائب الصيهود سنشكل حكومة أغلبية سياسية أو نذهب لانتخابات مبكرة وهو ذات الطرح الذي عرضه ائتلاف دولة القانون مع بدء الأزمة.وقال سعد المطلبي ان المالكي يحظى بتأييد 170 برلمانيا! الا انه عند رصد ردود الافعال الاخرى لاتباع المالكي فيمكن ملاحظة أنهم يمرون بحالة من القلق الشديد والهلع وان لديهم يقين بأن المالكي راحل لامحالة.فقد نقل موقع عراق القانون بان السعودية تحث العراقية والكرد على سحب الثقة من المالكي باسرع وقت قبل أن يغير الصدر موقفه!وان المجتمعون في اربيل قد حصلوا على مبلغ ثلاثة مليار دولار أمريكي مقابل سحب الثقة عن المالكي! وبانهم ينفذون مخططا سعوديا قطريا لاسقاط حكومة المالكي! ثم إن الريس عادت مرة أخرى لتقول بان المالكي سيقدم طلبا لحل البرلمان اذا اصر المخالفون على حجب الثقة عنه!وهنا نتسائل لماذا حل البرلمان اذا كان المخالفون لا يحظن بالغالبية فيه كما تدعون؟ فمن الافضل بقاء البرلمان وتقديمكم طلب لتشكيل حكومة أغلبية سياسية كما تدعون. وقد صرح جمال البطيخ القيادي في كتلة الراقية البيضاء بان سحب الثقة عن المالكي تدمير للعملية السياسية! ثم صرح النائب اسكندر وتوت المنشق عن العراقية والمؤيد للمالكي بان سحب الثقة سيجر كوارث على البلاد!وقال عضو دولة القانون النائب ابراهيم الركابي بان سحب الثقة عن المالكي سيولد ثورة شعبية ويدخل البلاد في متاهات!وحذرت النائبة كميلة الموسوي عضو كتلة الفضيلة المؤيدة للمالكي بان سحب الثقة عن المالكي سينقل الازمة الى الشارع! وقال النائب القانوني علي العلاق زعيم كتلة حزب الدعوة في البرلمان با الداعين لحجب الثقة يتبعون اجندات سعودية قطرية تركية اسرائيلية وبان المالكي ليس دكتاتورا.وقال النائب محمد الصيهود بان سحب الثقة عن المالكي عملية غير دستورية !!! وبأنها ستدخل البلاد في دوامة والعملية السياسية في نفق مظلم.واخيرا كانت الطامة الكبرى في اعلان عن عدد من مجالس المحافظات التي يهيمن عليها ائتلاف المالكي اعلن عزمهم على إعلانها أقاليم فيما لو تم سحب الثقة عن المالكي! كمجالس محافظات واسط والمثنى والبصرة والناصرية وغيرها! وهم الذين كانوا يتهمون من يطالب بها بالسعي لتقسيم البلاد وتنفيذ أجندة خارجية! !وهنا نتسائل ان كان المالكي يحظى بتأييد غالبية النواب فكيف سيستطيع هؤلاء سحب الثقة عنه مقابل استلامهم لذلك المبلغ؟ وكيف سيتمكن هؤلاء من تنفيذ اجندة خارجية وهم أقلية؟وبعد هذه القراءة لمواقف مؤيدي المالكي المتناقضة يتضح مدى الرهب والهلع وحالة الهستيريا التي تجتاح اتباع المالكي اليوم الذين يشعرون أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من خسارة إمتيازاتهم التي نالوها بغير وجه حق بعد ان عاثوا في العراق فسادا واعادوه الى نظام الحزب الواحد والقائد الاوحد وبعد أن تجاوزا على كافة الاعراف والقيم الانسانية والدينية.الا ان يوم هؤلاء اضحى قريبا ولا يظنوا بان سحب الثقة هو آخر المطاف بل إن ما يستتبعه سيكون أشد وطأة عليهم بعد أن تمادوا في طغيانهم وفسادهم قهم مصداق لقوله تعالى (الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد).
18/5/531
https://telegram.me/buratha