مرتضى الجابري
تمر علينا الذكرى السنويةالـ(23) لرحيل الامام الخميني ( قدس), هذا المرجع الكبير الذي ترك بصماته في تاريخنا المعاصر على مستوى الشعب الايراني والمنطقة والدول الإسلامية وعلى واقعنا الدولي بشكل عام , الامام الخميني البذي وقف بوجه حكم الاستبداد البهلوي وتحمل ما تحمل من المعاناة وعاش النفي عن البلاد وعن الوطن سنين عديدة , عاد بعدها منتصرا بيؤسس دولة اسلامية لينقاذ الشعب الايراني من الحكم الدكتاتوري مستمدا قوته إيمانه الكبير بالله سبحانه وتعالى ولعلمه ان الله بنصر .لقد استطاع الامام الخميني ان يحقق هذا الانتصار الكبير للثورة الإسلامية في ايران وان يكون مرجعا يقود هذا الشعب باتجاه الرفاه والبناء والاعمار والازدهار على المستوى الديني والخدمي , في ظروف بالغة التعقيد وتوحيده للمعارضة الايرانية بكل اطيافها وتوجهاتها وانتماءاتها ليثبت للعالم ان المرجعية الدينية كانت دوما سندا ومنارا ومحورا للوحدة الوطنية ومقارعة الظلم والطغيان والوقوف بوجه الاستبداد وتحملت كل الالام والمتاعب من اجل رفاه وحرية الشعوب الإسلامية , لقد اسس الامام الخميني النظرية السياسية التي اصبحت اساسا في فلسفة الدولة الإسلامية وفي الاطار العملي للنظام السياسي القائم في ايران , حيث كان يرى ضرورة ان يكون الحكم اسلاميا وان القوانين والتشريعات الالهية هي التي يجب ان يعمل بها و تكون اساس في التشريعات والقوانين التي تسير بها البلاد,وان تتحكم الجماهير بمصيرها وان يكون لها الدور الحاسم بادارة شؤون البلاد في كل ما يحصل من قرارات وتوجهات تخص مصيره.وقيادة الدولة تكون بيد الفقيه العالم العادل ليحكم بالعدل لتكون القرارات المتخذة قرارات تنسجم مع الفهم الاسلامي .لقد اعتمد امام الامة مبدأ الخدمة وليس مبدأ السلطة والرئاسة, لاحظنا ذلك من خلال احاديثه وبياناته واعطائه الاولوية و الاهتمام الكبير للانتخابات وصناديق الاقتراع والعودة الى الشعب في حزم الكثير من الخيارات والترشيحات والاعتماد على اصوات الجماهير واقتراعهم خلال ثلاثين عاما او اكثر من عمر الثورة في الجمهورية الإسلامية.الغاء جميع الوان التمييز والاحتكار والطبقية في المجتمع والغاء جميع صنوف الاستبداد والإكراه والدكتاتورية وفرض الراي والهيمنة في الداخل والخارج على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي كانت هي الاخرى من اولويات النظرية السياسية للامام في قيادة الدولة, وكان له الدو الكبير رفي ترسيخ الحرية ومكافحة الظلم والجور والاستكبار على هذا الصعيد و الغاء كل اشكال الصنمية ومحورية الفرد الواحد ومراعاة حقوق كافة الناس والعدالة الاجتماعية .لقد أكيد الامام الخميني في نظريته السياسية لقيادة المجتمغ على المعرفة والتعريف بالاسلام المحمدي الاصيل ,لانه كان يُعتقد ان الاسلام له قراءة مشوشة وفهم مغلوط ويجب ان تصحح هذه القراءة التي تتمثل بالرؤية الاصيلة لنبي محمد (ص) .لم يكن عند الامام الخميني في نظريته السياسية شيئ اسمه (التفريق بين المذاهب) لانه من الطائفة الشيعية بل كان يؤكد على الوحدة بين جميع الاجيال والشرائح والمذاهب والقوميات والمكونات في جميع الدول الاسلامية وليست ايران وحدها. هذه كانت النظرية الاسلاميةالسياسيى التي التي انطلق منها الامام الخميني في مشروعه.
https://telegram.me/buratha