المقالات

المجلس الاعلى ولغة الثوابت الوطنية !!

758 12:16:00 2012-06-02

نور الحربي

ربما يكون احد اهم اسباب النجاحات التي يحققها المجلس الأعلى اليوم, هو استراتيجيته التي تعامل بها منذ تاسيسه والمبنية على مبدأ الانفتاح الايجابي على كافة القوى العراقية, حيث كان هذا المبدأ في أولى إهتماماته حتى وإن إختلف مع بعض هذه القوى في رؤيته للامور والاوضاع التي تمر بالبلد والاوضاع التي تحكمه معتبرا هذا الأختلاف في الرؤى والتصورات ليس معناه القطيعة خاصة مع القوى التي عملت معه جنباً الى جنب. لذلك يعتقد المجلس الأعلى إن الحوارات والمكاشفة يجب ان تكون النهاية لحل الاشكاليات واتباع الطرق الدستورية واعتماد التوافقات من دون نكاية او استقواء بهذا الطرف او ذاك من الاطراف الخارجية غير المعنية اصلا بالازمة الحالية القائمة في العراق, وذلك يعني ان يبدا بتقوية العلاقات والرجوع الى الاتفاقات والثوابت التي شكل على اساسها التحالف الوطني, حيث عمل على وضع آليات حفظ التحالف الوطني ودعم حكومة الشراكة الوطنية وتمكينها من تقديم الخدمات للمواطنين.ان وحدة الصف الوطني تعتبر من أهم دعائم نجاح العملية السياسية والمشروع الوطني والتي باستطاعتها أن توقف التشنجات والتعصب والمشاحنة والتقاطع بين الفرقاء، وتفتح المجال واسعاً لكل الوطنيين المخلصين للمشاركة في بناء الدولة العصرية التي تستظل بالدستور والتوافق الوطني الذي لا يتقاطع مع روح الدستور. ان من اهم متبنيات المجلس الأعلى هو في رؤيته ونظرته للأختلاف في وجهات النظر, حيث يرى انها مسألة طبيعية على ان يتم تجاوزها عبر الأستماع للاخر والوصول مع من يتبناها الى قواسم مشتركة بعيدة عن الأفكار الضيقة حزبية كانت او طائفية التي تشل حركة باقي المكونات والكتل داخل الساحة السياسية العراقية, لذلك يدعو الى الألتزام بما تم التوافق عليه بين الأطراف على ان لا يتقاطع مع الدستور العراقي لنتمكن في النهاية من بناء دولة قادرة على توفير مستلزمات الخدمة الوطنية لابناء الشعب العراقي. ان وحدة الهدف ووحدة المصير التي تبناها المجلس الاعلى وكون على اثرها تحالفات قوية انطلقت من هذا الفهم المعمق لطبيعة الاوضاع في العراق, ومنها ان العراق لا يمكن ان يحكم بطريقة القبضة الحديدية واقصاء وتهميش الاخر, والازمة الحالية التي يظن البعض انها كانت نتيجة تهميش مكون او جماعة معينة وهذا امر غير وارد بحدود معينة وتكون لدى البعض نتيجة عدم انسجامهم مع طروحات معينة من فريق الاغلبية دفعهم لعقد تحالف مبني على التهميش, وهو علاج لن ينجح او يستمر فأن تهمش من تعتقد انه همشك هو اكثر الامور تعقيدا واخطرها على الاطلاق خصوصا ان هذه السياسة التي رفضها العراقيون قد تدفع بأتجاهات غير محسوبة النتائج خصوصا وسط حالة الانقسام التي يعيشها الشارع اليوم, لذا يرى المجلس الاعلى إن من أهم المبادئ التي يمكن أن ينبغي الاستناد اليها في حل الازمة هو الانطلاق من وحدة مصير الشعب وقواه وهو من سيحفظ للجميع حقوقهم المشروعة في ظل الدستور العراقي, وبعكسه سوف تكون السبل ممهدة للأعداء أن يمرروا أجنداتهم المعادية.ان المجلس الاعلى الاسلامي الذي اكد دائما انه طرف في الحل لا الازمة يعتقد إن واجب الجميع أن يحافظ على سلامة السفينة التي ركبها والعمل على إرسائها على شاطئ الأستقرار والمساهمة في بناء دولة المواطن وليس دولة الحاكم, لذلك يكون الحوار الوطني واللقاء وجهاً لوجه ومن خلال المكاشفة والصراحة هو المفتاح الاسلم للحل .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ولو
2012-06-03
يابة هذا الانفتاح شيء جيد بس يجب الا يكون على حساب المحرومين والمظلومين يعني واحد مو يثرد وية كتال ابوه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك