اليوم وبعد ما صار السياسيين بلا استثناء يلهثون وراء المنافع بكل أنواعها ( المال والسلطة ) وبدأت احزابهم تكشر لنا عن أنيابها ومصالحها الخاصة وبشكل مفضوح ، وجدنا انفسنا في عراق اليوم وحيدين بلا قائد .. بلا زعيم .. بلا مخلَص .. وبلا شخصية جريئة في قولها وفعلها ..
كل هذا يجعلنا نتوقف ونحن نشاهد العديد من المسلسلات التي تعرضها اغلب الفضائيات من اجل أن تستقطب المتلقي لدراما سياسية تشبع احتياجاته من نقص عاطفي لقضية المخلص الموعود الذي سوف يكسر شوكة الظلمة ويعيش معنا فيٍ بيوتنا المشمولة بالقطع المبرمج للكهرباء في صيفنا اللاهب ، ويأكل من منتجاتنا المنتهية الصلاحية ، ويراجع مستشفياتنا العامة التي تتعامل مع الفقراء بكل ماتحمل اللا إنسانية من معنى ، ويتكلم مع أطبائنا الذين لايتكلمون إلا في عياداتهم الخاصة ، ويحضن أطفالنا الذين يفترشون التقاطعات المرورية بانتظار زحام يعطيهم الفرصة لمسح واجهات السيارات الحديثة مقابل ( ربع ) فقط والتي قد لا تعطى لهم في اكثر الاحيان ، ويقف طويلا مع الكثيرين بانتظار راتب لذوي الاحتياجات الخاصة الذين لايجدون أسمائهم في قوائم الرواتب مع إنهم بنوعليه آمالا واحلاما تتلاشى مع اول كلمة للموظف وهو يقول لهم بكل بساطة " اسمك ما موجود روح للوزارة إبغداد مو يمي " وما بين أنين هذا وصراخ ذاك بدأ اليأس يستوطن قلوبنا من اجل انتظار المنقذ .
ولعل المسلسل التركي ( وادي الذئاب ) بغض النظر عن الرؤيا النقدية والفنية لمجرياته ، في احتوائه على الكثير من رجال المافيا والقتلة والانتهازيين ، الا أن فيه امل متوقد في مقابل كل هذا ألا وهي شخصية مراد علم دار تلك الشخصية الوطنية وإلانسانية التي تدافع عن المظلوم بلا مقابل ، ومن خلال مجريات الاحداث لهذا المسلسل نجد التطابق بشكل عجيب مع واقع الوضع العراقي باستثناء تواجد شخصية وطنية مثل ( مراد علم دار ) حيث الواقع العراقي يعيش اليوم مع الكثير من الأحزاب السياسية التي تتبنى مصالحها الحزبية فقط دون النظر أو الإحساس بمعاناة المظلومين فيها وما أكثرهم .. هنا طرق في بالي سؤال ، هو : هل يوجد في الساحة العراقية ممن تصدوا للعملية السياسية أو الاجتماعية من يتجرأ ويقول انه مراد علم دار العراق؟
4/5/603
https://telegram.me/buratha