عباس المرياني
يقول امير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب (ع) "قد يرى الحوّل القلّب وجه الحيلة ودونها مانع من تقوى الله ونهيه فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها وينتهزها من لا حريجة له في الدين وهذا التوصيف ينطبق إجمالا على الممارسات اليومية لكثير من السياسيين والكتل السياسية التي تعمل اليوم على الساحة العراقية الا ما رحم ربي".وللدخول الى الموضوع بصورة مباشرة نقول لماذا لا يعمل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وقيادته الشابة لاستثمار فرصة سحب الثقة لصالحه , ويركب سفينة الابتزاز مثله مثل الآخرين وهو الان يمثل قطب الرحى والمحوجة الكبرى وبيضة القبان, وبعد ان يحصل على ما يريد ينفض يديه من التزاماته ويدعي الوطنية والخوف على مصالح البلاد والعباد ولولاه لما استقام الوضع على الطريقة وغيرها من الكلمات الرنانة والفارغة من محتواها كما يفعل ويصرح الآخرين.وغير ذلك فان المجلس الأعلى وقيادته قد تعرضوا لحملة ظالمة في التسقيط والتهميش ومحاولة الإذلال من الأقربين, حتى ان إحدى الجهات السياسية النافذة لشدة حقدها وغيضها, توعدت بان تجعل المجلس الأعلى منظمة من منظمات المجتمع المدني, لانه رفض ان يكون شاهدا على ما يجري اليوم من فوضى وانكسار ورفض ان يكون رقما بسيطا او ولدا مطيعا وتحمل كل جراح الإخوة والشركاء ممن حصلوا على مكاسب ومغانم لم يحلموا بها لولا أصوات المجلسيين وصفاقة قانون الانتخابات في وقت عرف قدره الأصدقاء, ومرت الأيام والمجلس الأعلى يغض على الألم ويعمل بصمت حتى تفجرت أزمة سحب الثقة وإذا بالمطبلين والمهنئين يقطعون سبل الوصل مع الحكومة التي اختاروها دون ان يجدوا البديل او الحل المناسب ولم يكن همهم سوى تخريب كل شيء من اجل إرضاء الذات, وبعد ذلك فليأت الطوفان..عندها وقفت هامات الرجال المخلصين للعراق وللمبادي ولم يفكروا برد الدين او استثمار الفرصة الكبيرة والتي لو توفرت للآخرين لباعوا كل شيء من اجلها وهم قبل ذلك لم يبقوا شيئا يقي وجوههم بإنصاف هذه الفرص.ان زوبعة سحب الثقة عن حكومة المالكي وقبلها تشكيل الحكومة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك, ان رجالات المجلس الاعلى الماضين واللاحقين, يعملون ضمن ثوابت دينية ووطنية واخلاقية, وان مصلحة العراق والشعب العراقي ضمن الاولويات وما بعدها التضحيات, ولو كانوا غير ذلك لكنا اليوم امام مهب الريح ولكان المالكي يلعق جراح هزيمة تسبب بها اصدقاء الامس وطلاب المناصب الحزبية والشخصية.اليوم عادوا نادمين لان الابواب اوصدت بوجوههم ولم يعد بالامكان مواصلة الطريق وبعودتهم عادوا الى فكر شهيد المحراب والى صبر وتضحيات عزيز العراق والى همة وصدق ورجاحة عقل عمار الحكيم, وهذه العودة تمثل اعتراف علني وضمني ا ن آل الحكيم الملاذ والمأمن, وانهم كانوا مخطئين ولم يقدروا هذا الكيان الجماهيري المتفجر حق قدره وان ساعة الندم مواتية لتصحيح المسار ولان العذر عند كرام القوم مقبول.
https://telegram.me/buratha